في تحول تاريخي غير مسبوق، يتجه الأردن نحو الاكتفاء الذاتي من الغاز عبر الاستفادة من حقل الريشة الضخم الذي يحوي احتياطيًا يعادل 14 تريليون قدم مكعب. ووفقًا لخبير الطاقة مبارك الطهراوي، فإن المملكة ستشهد خلال السنوات الثلاث المقبلة قفزة إنتاجية هائلة مما سيغير خريطة الطاقة في المنطقة إلى الأبد.
اتفاقية استراتيجية جديدة تربط حقل الريشة بالنظام الكهربائي الأردني تتوقع زيادة الإنتاج من 9 إلى 75 مليون قدم مكعب يوميًا، مستهدفة قفزة أكبر لتصل إلى 400 مليون بحلول عام 2028. "إنه حدث تاريخي وتحول جوهري في مسار الطاقة الوطنية"، كما وصفه الطهراوي. هذا المشروع الطموح يعتمد على حفر 80 بئراً جديداً بالتعاون مع شركة كويتية.
على مدى العقود الماضية، كان الأردن يعتمد بشكل كبير على استيراد الطاقة، مما شكل عبئًا على اقتصاده. لكن مع الاكتشافات الحديثة والتقدم التقني في استخراج الغاز، فضلاً عن الشراكات الدولية، يتوقع الخبراء أن يكون الأردن على أعتاب تحول اقتصادي جذري.
التأثير على حياة الأردنيين سيكون ملموساً، مع توقعات بانخفاض فواتير الكهرباء وتوفير فرص عمل جديدة. تحذيرات من البيئيين تلقى صدى لديها، ولكن التفاؤل يسود وسط المستثمرين الذين يرون في هذا التحول فرصة ذهبية.
وفي الختام، يقف الأردن على بوابة تحويل مستقبله الطاقوي، مع احتمالات واعدة بالوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتصدير المحتمل بحلول عام 2028. السؤال الكبير يبقى: "هل سيتمكن الأردن من إدارة هذه المرحلة بفعالية لتفادي 'لعنة الموارد'؟"
