الرئيسية / شؤون محلية / اتفاق غزة على حافة الانهيار: أمريكا تحذر من خرق وشيك لحماس وإسرائيل تهدد بوقف المساعدات
اتفاق غزة على حافة الانهيار: أمريكا تحذر من خرق وشيك لحماس وإسرائيل تهدد بوقف المساعدات

اتفاق غزة على حافة الانهيار: أمريكا تحذر من خرق وشيك لحماس وإسرائيل تهدد بوقف المساعدات

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 22 أكتوبر 2025 الساعة 12:50 صباحاً

حذرت الولايات المتحدة من "انتهاك وشيك" من جانب حركة حماس لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل بوقف المساعدات الإنسانية، مما يضع الاتفاق المبرم مؤخراً على حافة الانهيار الكامل. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية تلقيها تقارير موثوقة حول نية حماس تنفيذ هجمات ضد المدنيين الفلسطينيين، الأمر الذي يشكل تهديداً خطيراً لاستمرارية الهدنة.

وصف البيان الأمريكي الهجوم المخطط له بأنه "انتهاك مباشر وخطير لاتفاق وقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن هذا السلوك "يقوض التقدم الكبير الذي تحقق من خلال جهود الوساطة". وطالبت الولايات المتحدة حماس بالوفاء بالتزاماتها، محذرة من اتخاذ تدابير لحماية سكان غزة في حال المضي قدماً في تنفيذ هذه الهجمات.

قمة شرم الشيخ

تشهد الأوضاع في قطاع غزة تدهوراً متسارعاً، حيث تعرض اتفاق وقف إطلاق النار لضغوط شديدة منذ بدء سريانه. وقعت اشتباكات عنيفة بين حماس وجماعات محلية في عدة مناطق من القطاع، بعد الانسحاب الإسرائيلي الجزئي، في إشارة واضحة على الصعوبات الجمة التي تواجه تطبيق الاتفاق على أرض الواقع. وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها قنوات تابعة لحماس إعدام ثمانية أشخاص معصوبي الأعين في ساحة بمدينة غزة، مما أثار مخاوف دولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.

من جانبها، صعدت إسرائيل من تهديداتها بعد تسليم حماس جثامين أربعة رهائن فقط، بدلاً من العدد المتفق عليه. وهدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بقطع إمدادات المساعدات الإنسانية عن غزة، في حال فشلت حماس في إعادة رفات الجنود المتبقين المحتجزين في القطاع. واعتبرت مصادر أمنية إسرائيلية أن تسليم أربعة جثامين فقط يُعد "خرقاً فاضحاً" للاتفاق، مؤكدة عدم لمس أي دافع لدى حماس لتسليم مزيد من الرفات.

معبر رفح من الجانب المصري

أوصت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية المستوى السياسي بعدم فتح معبر رفح وعدم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل كامل، حتى تسليم جميع جثامين الرهائن الإسرائيليين القتلى. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن انتشال جميع جثث الرهائن القتلى يمثل "تحدياً هائلاً" تحت أنقاض غزة، مشيرة إلى احتمالية عدم العثور على بعضهم نهائياً، الأمر الذي يعقد مسار تنفيذ الاتفاق ويفتح الباب أمام مزيد من التصعيد.

شهد اليوم الخامس من سريان وقف إطلاق النار انتهاكات جديدة، حيث أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل سبعة فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه اضطر لإطلاق النار على "مشتبه بهم" اجتازوا الخط الأصفر الذي انسحب إليه، واقتربوا من قواته المنتشرة شمالي القطاع، مبرراً ذلك بضرورة "إزالة التهديد". واعتبر الناطق باسم حماس حازم قاسم هذه الأحداث "انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار", مطالباً الأطراف الدولية بمتابعة سلوك الاحتلال وعدم السماح له بالتهرب من التزاماته.

طائرة إسرائيلية مسيرة

تتواصل في شرم الشيخ المصرية مفاوضات على المستوى الفني بين وفود مصرية وأمريكية وقطرية وتركية، لبحث تنفيذ المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وآلية تثبيت الهدنة. ويشارك في هذه المفاوضات وفد من حماس ووفد إسرائيلي، في محاولة لإنقاذ الاتفاق من الانهيار الكامل. واستضافت شرم الشيخ قمة دولية، وقعت خلالها مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة إعلاناً كأطراف ضامنة للاتفاق، الذي يهدف إلى إنهاء عامين من الحرب التي خلفت دماراً واسعاً في القطاع.

من جهة أخرى، أعلنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عودة بعثة المراقبة المدنية على معبر رفح للعمل اعتباراً من الأربعاء، مؤكدة أن البعثة يمكن أن تلعب "دوراً مهماً" في دعم استقرار وقف إطلاق النار. وطبقاً لبنود الاتفاق، يتعين على إسرائيل إعادة تأهيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، المدمر منذ مايو 2024، حتى يتمكن من استقبال المساعدات وعبور الأفراد، غير أن مدى التزام إسرائيل بهذا البند لم يتضح بعد، بحسب مصادر مصرية مسؤولة.

أكد مصدر مصري مسؤول عن ملف المساعدات الإنسانية جاهزية الهلال الأحمر المصري لإدخال مئات الشاحنات يومياً إلى القطاع، فور فتح المعبر وموافقة الجانب الإسرائيلي. ودعت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى فتح كافة المعابر المؤدية إلى غزة لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية الحيوية، مؤكدة الحاجة لإصلاح المعابر المدمرة جزئياً وإزالة الأنقاض من الشوارع لإفساح المجال أمام دخول الشاحنات. وفي إطار تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، استقبلت مصر 145 سجيناً فلسطينياً أفرجت عنهم إسرائيل، مقابل إطلاق حماس سراح العشرين رهينة إسرائيلية الأحياء المتبقين لديها.

شارك الخبر