في زمن تتغير فيه الولاءات بين ليلة وضحاها، ظهر نور الأمل من قلب السعودية. 48 عاماً... أطول من عمر دولة الإمارات كدولة موحدة! يشهد التاريخ على رجل واحد شهد ولادة ونمو وتخرج وزواج ثلاثة أجيال كاملة من أسرة سعودية، في موقف أبكى الملايين وأثار إعجاب الجميع. إنها قصة الوفاء والإخلاص التي لا تنطفئ، فهم هذه المرة يعيشونها بحذافيرها. الحدث الذي أبهر المجتمع السعودي وأعاد الأمل بقيم باتت مفقودة.
في محافظة الأفلاج، وبحضور وجهاء المنطقة وأفراد الأسرة، شهدنا تكريماً أسطورياً لرجل قدّم 48 عاماً من الإخلاص. منذ السبعينيات، وهو يعمل بجد واجتهاد لخدمة أسرة واحدة، حتى أصبح جزءاً منها. "لقد أصبح أحد أبناء البيت حقاً"، هكذا يقول رب الأسرة بأحرف تعكس محبة عميقة وعلاقة ملهمة. 48 عاماً = 17,520 يوماً = 420,480 ساعة من العطاء، ملخص بسيط لقصة هذا الرجل الاستثنائي.
القصة ابتدأت في السبعينيات، عندما جاء هذا العامل من الهند شاباً لبناء مملكة حديثة. الصداقة والعلاقات بين العمال وأرباب العمل تطورت لتشكل نموذجاً إنسانياً فريداً يستحق الدراسة. "هذا النموذج يُحتذى به في العلاقات العمالية"، يقول خبراء اجتماعيون، مؤكدين على روح العائلة الكريمة وكيف أصبحت قصة هذا العامل مثالاً يحتذى به.
هذا الحدث المؤثر يحمل في طياته فرصاً لإعادة النظر في علاقاتنا مع العمال بالمملكة. التوقعات تشير إلى تحسن في ظروفهم اليومية بفضل مثل هذه المبادرات. دعوات واسعة لتطبيق النموذج محلياً ودولياً، حيث يعكف المجتمع على تقدير العمال الذين يبنون مجتمعاتنا بصمت. إنه نداء للإنسانية لكي ندرك دورهم الأساسي في المجتمع.
القصة الإنسانية هذه تمثل دعوة صريحة لتقدير عمل عاملينا، والاعتراف بفضلهم وقيمتهم، فهي نموذج حي لتلاحم حقيقي بين الشعوب. السؤال الذي يُطرح: متى آخر مرة عبّرنا فيها عن شكرنا لمن يخدمنا؟