في موجة صعود تاريخية تهز الأسواق العالمية، سجّل الذهب أعلى مستوى سعري له على الإطلاق متجاوزًا حاجز 4,378 دولارًا للأونصة، وهو رقم لم يشهده المعدن النفيس منذ أكثر من 17 عامًا، وسط حالة من الهوس العالمي بالشراء وازدحام المتاجر في عدة دول.
الخبراء وصفوا هذا الصعود بأنه اختراق مذهل للسوق، مؤكدين أن التوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة خلقت بيئة مثالية لصعود الذهب إلى هذه المستويات غير المسبوقة.
ومع هذا الارتفاع العالمي، انعكست الموجة مباشرة على الأسواق اليمنية التي شهدت قفزة جديدة في الأسعار.
فقد وصل سعر غرام الذهب عيار 21 إلى نحو 63 ألف ريال يمني (118 دولارًا) في صنعاء، بينما تجاوز 193 ألف ريال (119 دولارًا) في عدن، بزيادة قدرها 4 آلاف ريال عن السعر السابق للغرام الواحد.
أما عيار 18 فسجل حوالي 55 ألف ريال (103 دولارات) في صنعاء، ونحو 165 ألف ريال (102 دولار) في عدن.
ويُعزى هذا التفاوت الكبير بين أسعار الذهب في المحافظات اليمنية إلى الانقسام المالي والنقدي، حيث يبلغ سعر صرف الدولار في صنعاء نحو 533 ريالاً، مقابل 1620 ريالاً في عدن.
محليًا، عبّر عدد من تجار الذهب عن قلقهم من استمرار الارتفاع، في حين اعتبره آخرون فرصة استثمارية قد لا تتكرر. أما عالميًا، فيحذر محللون من أن أي تأخير في اتخاذ القرارات الاستثمارية قد يعني فوات مكاسب كبيرة أو الوقوع في فقاعة سعرية محتملة.
وبين الحذر والطموح، يعيش المعدن الأصفر لحظة تاريخية؛ إذ تتقاطع فيها الاضطرابات الاقتصادية العالمية مع أزمات محلية معقدة، لتجعل من الذهب اليوم العنوان الأبرز في المشهدين العالمي واليمني معًا.
