500,000 ضحية ينتظرون العدالة! في خطوة مفاجئة وتحمل آمالاً جديدة، قام الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بزيارة موسكو للمطالبة العلنية بتسليم سلفه بشار الأسد، الذي حصل على لجوء إنساني في روسيا بعد سقوط نظامه. إنه من زنزانة معتقل إلى مطالبة بمحاكمة الجلاد، وأول اختبار حقيقي للعدالة الانتقالية في سوريا.
كان الحدث الأبرز يوم الأربعاء، حيث تطلع الجميع إلى الاجتماع بين الشرع والقيادة الروسية، في حين صرح البرلماني الروسي نوفيكوف بأن تسليم الأسد "تبدو غريب"، مشيراً إلى أهمية الرفض الروسي لهذه الخطوة. في غضون ذلك، أعادت هذه الأخبار إحياء آمال الضحايا في تحقيق العدالة المطلوبة منذ 54 عاماً من حكم عائلة الأسد و13 عاماً من الدمار الناجم عن الحرب.
بعد سقوط نظام الأسد، حين لجأ إلى روسيا بحثاً عن الأمان، ظلت العلاقات السورية الروسية محاطة بالغموض. دعم روسي تاريخي كان يحمي النظام المتهالك، حيث استندت الكثير من المصالح الاستراتيجية المتبادلة على هذه العلاقة. كما شهد العالم محاكمات سابقة لمجرمي الحرب في يوغوسلافيا ورواندا، لتصبح تلك المحاكمات أمثلة للمقارنة، بينما يشير الخبراء إلى احتمال تجميد الملف بشكل مؤقت وسط استمرار الضغوط الدولية.
بقدر ما تحيي هذه المطالب الأمل، فإنها تحمل آثاراً مباشرة على الحياة اليومية للنازحين الذين يحلمون بالعودة لوطن بكرامة. التوقعات تشير إلى ضرورة وجود تعقيدات دبلوماسية ومفاوضات قد تمتد لأكثر من عام. هذه فرصة تاريخية لإرساء العدالة الانتقالية وسط ترحيب شعبي سوري واسع وقلق روسي ملحوظ، بينما يترقب المجتمع الدولي النتائج التي قد تشكل نقطة تحول.
إن المشهد الحالي يشهد صراعاً بين العدالة والمصالح السياسية في سوريا. يبقى التساؤل الأبرز: هل ستنتصر العدالة هذه المرة أم أن المصالح السياسية ستعيد السطوة؟ وما هي الخطوات التالية لإثبات جدية التغيير في سوريا؟ الضرورة تحتم على المجتمع الدولي ممارسة الضغط المتواصل لضمان تحقيق العدالة وإيجاد حل مستدام للصراع السوري.