90 دقيقة فقط تفصل 22 مليون حالم عن تحقيق المستحيل. هدف واحد في الدقيقة 42 قلب مصير أمة بأكملها رأساً على عقب، إذ اقترب منتخب بوركينا فاسو خطوة عملاقة نحو حلم طال انتظاره. الأحد المقبل: يوم الحسم النهائي لحلم العمر. الجماهير تترقب والتاريخ يقف على الأبواب.
في لحظة سحرية بالدقيقة 42، انطلقت كرة زوكرانا كصاروخ نحو أحلام شعب بأكمله، حيث سدد هدفاً أنعش آمال بوركينا فاسو. مع بقاء مباراة واحدة فقط أمام إثيوبيا، 4 مقاعد فقط تنتظر التحديد من بين 54 منتخب أفريقي في معركة البقاء الحقيقية. وفق تصريح أحد المشجعين: "زوكرانا لم يسجل هدفاً فقط، بل زرع الأمل في قلوب الملايين." بينما فرحة حماسية اكتسحت شوارع واغادوغو، وتحولت الليلة إلى كرنفال شعبي مشهود.
نظام التصفيات الجديد لكأس العالم 2026 جعل حلم المنتخبات الأفريقية الصاعدة أقرب من أي وقت مضى. الاستثمار في الشباب والتطوير المدروس للكرة المحلية، بالإضافة إلى الدعم الجماهيري الاستثنائي، كانت جميعها عوامل ساعدت بوركينا فاسو على الوقوف بثبات. وكما حدث مع أيسلندا في 2016، فإن الدول الصغيرة تثبت مرة بعد أخرى قدرتها على صنع المفاجآت. يقول د. أمادو ترايوري: "الزخم النفسي سيكون العامل الحاسم ضد إثيوبيا."
في الشوارع والمدن، تحولت المقاهي الشعبية إلى منتديات للتباحث والنقاش الكروي، والأطفال يقلدون زوكرانا بكل حماس، مستوحين من أدائه القوي. إذا نجحوا في التأهل، ستكون هذه أول مشاركة لبوركينا فاسو في كأس العالم منذ عقود. لكن الخبراء يؤكدون على ضرورة الحذر من الثقة الزائدة، واستغلال الفرصة التاريخية بحكمة. تتنوع ردود الأفعال بين متفائل يحلم بالمعجزة ومتشائم يخشى خيبة الأمل الكبرى.
في النهاية، هدف واحد، حلم واحد، مباراة واحدة فاصلة. الأحد المقبل قد يشهد ولادة تاريخ جديد أم انهيار أحلام قديمة. "ادعموا أبناءكم، فالحلم أصبح على بُعد 90 دقيقة فقط." ويبقى السؤال: هل ستكتب بوركينا فاسو التاريخ، أم سيكتبها التاريخ في سجل المحاولات الفاشلة؟
