22.2% من كل قطرة مياه محلاة في العالم تأتي من المملكة العربية السعودية، في إنجاز تاريخي مذهل يظهر ريادة المملكة في قطاع المياه، حيث تنتج يومياً ما يكفي لملء بحيرة صغيرة في وقت يعاني فيه مليارات البشر من نقص المياه. الأمر الذي يجعل من هذا القطاع محطاً للأنظار في ظل تزايد الطلب العالمي، ما يضع فرصة ذهبية للاستفادة لن تدوم طويلاً.
شارك المعرض العالمي للمياه Global Water Expo، الذي احتضنه مركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات، الشركات الكبرى العالمية في مجال المياه، لينتهي بتوقيع اتفاقيات استراتيجية من شأنها تغيير خريطة صناعة المياه. حيث استطاعت المملكة تجاوز 3 مليار متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً، مضمنة هدفاً طموحاً للوصول إلى 14 مليون متر مكعب يومياً بحلول 2025. صرح د. أيمن الشلفان قائلاً: "المملكة لم تعد مجرد سوق واعدة، بل أصبحت مركزاً استراتيجياً لصناعة القرار والابتكار،" مشيراً إلى التحول الجذري في موقع المملكة من مستهلك للتقنيات إلى قائد ومصدر لها.
برزت المملكة كقائدة عالمية في مجال تحلية المياه، بفضل رؤيتها 2030 الطموحة التي تهدف لتعزيز التنويع الاقتصادي ومواجهة ندرة المياه الطبيعية من خلال استثمارات ضخمة في التقنيات المتطورة. مثلما كانت بداية صناعة النفط علامة فارقة، تشهد المملكة اليوم ولادة صناعة جديدة ستكون مصدر ثروة، حيث يتوقع الخبراء تحول المملكة لأكبر مصدر عالمي لتقنيات المياه خلال العقد القادم.
على الصعيد اليومي، سيستمتع المواطنون بجودة مياه محسنة مع تخفيض في التكاليف وزيادة في إمدادات المياه. كما يُتوقع أن تُخلق عشرات الآلاف من الوظائف وتُجذب استثمارات بمليارات الدولارات، مما يشكل فرصة ذهبية للمستثمرين للانخراط في قطاع المياه المتألق. التفاعل الدولي كان واضحًا في إشادة دولية بالتطور المدهش الذي تشهده المملكة، بينما يعرب المنافسون عن قلقهم من السيطرة السعودية المتزايدة.
تضع المملكة العربية السعودية الأسس لثورة المياه العالمية، فاتحةً آفاق المستقبل بأرقام مذهلة وتقنيات متطورة. في عالمٍ قد تحكمه المملكة في مجال المياه بعد الهواء، يعتبر الوقت مناسباً للاستثمار في مستقبل المياه قبل أن تصبح الفرصة أغلى. هل ستكون جزءاً من هذه الثورة المائية، أم ستكتفي بالمشاهدة من الخارج؟