في تطور مرعب يكشف حجم الكارثة الأمنية، ضبطت شرطة المهرة مصنعين للخمور خلال أسبوع واحد فقط، في مؤشر صادم على تحول هذه المحافظة الحدودية إلى عاصمة سرية للأنشطة الإجرامية. آخر الضبطيات كشفت عن مصنع متكامل يحتوي على 60 لتراً من المواد المشبوهة - كمية تكفي لملء خزان سيارة كاملة بالخمور البلدية المصنعة في حي سكني هادئ.
العملية الأمنية التي استهدفت مديرية محيفيف شرق الغيضة كشفت عن مختبر كيميائي حقيقي مجهز بأحدث المعدات: دبة غاز، ضغاط متطور، وثلاث دبب صفراء سعة 20 لتراً لكل منها تحتوي على مواد سائلة مشبوهة. أم سالم، ربة بيت من الحي تروي بصوت مرتجف: "كنا نشتم روائح كيماوية غريبة تخرج ليلاً، لكن لم نتخيل أن جيراننا يديرون مصنعاً للخمور تحت أنوفنا". الأمر الأكثر إثارة للقلق أن أحد المتهمين صومالي الجنسية، مما يشير إلى شبكات دولية تستغل الأراضي اليمنية.
هذه الضبطية تأتي بعد ثلاثة أيام فقط من تفكيك مصنع مماثل في ضواحي الغيضة، وبعد أسبوع من اكتشاف أكبر فضيحة أمنية حين ضبطت الشرطة تجهيزات مصنع مخدرات بقدرة إنتاجية مرعبة: 45 ألف حبة كبتاجون في الساعة الواحدة إلى جانب 13 كيلوجراماً من الشبو يومياً. الدكتور عبدالله المهري، خبير الأمن الجنائي يحذر: "نحن أمام انتشار سرطاني للأنشطة الإجرامية، والمؤشرات تدل على شبكة منظمة تحاول تحويل المهرة إلى مركز إقليمي للتصنيع غير المشروع".
الأمر لم يعد مجرد حوادث متفرقة، بل نمط متسارع ومخيف يهدد أمان آلاف الأسر في المنطقة. سالم أحمد، أحد سكان الحي يصف الكابوس: "أطفالنا يلعبون في الشارع بينما مصانع الموت تعمل على بُعد أمتار منهم. الروائح الكيماوية كانت تحرق عيوننا ليلاً". القلق الأكبر أن هذه المصانع تنتشر مثل النار في الهشيم، والسؤال المرعب: إذا كان هذا ما تم اكتشافه، فكم من المصانع السرية تعمل الآن في صمت مطبق عبر المحافظة؟
مع تصاعد وتيرة الضبطيات، تواجه المهرة اختباراً حقيقياً لقدرتها على مواجهة تسونامي الجريمة المنظمة الذي يهدد بتدمير النسيج الاجتماعي للمنطقة. الخبراء يحذرون: الوقت ينفد بسرعة، والمعركة الحقيقية لم تبدأ بعد. هل ستنجح السلطات في إيقاف هذا التمدد الإجرامي قبل أن يصبح خارج السيطرة تماماً؟