في تطور صادم يستهدف قلوب الأسر المكلومة، يستغل المحتالون معاناة 24 مليون يمني يحتاجون للمساعدة الإنسانية، منتحلين صفة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لسرقة آخر ما تبقى من أمل في قلوب الأمهات الباحثات عن أطفالهن المفقودين. تحذير عاجل: مكالمة هاتفية واحدة قد تكلفك آخر ما تملك من مال وأمل.
أم أحمد، الأربعينية التي فقدت زوجها منذ عامين، تروي بصوت مرتجف: "تلقيت مكالمة تدعي وجود معلومات عن زوجي، طلبوا مني 500 ريال مقابل ترتيب لقاء معه". هذه القصة المؤلمة تتكرر يومياً عبر آلاف المكالمات الاحتيالية التي تستهدف الأسر اليمنية، مستغلة حقيقة أن 80% من العائلات فقدت مصدر دخلها الأساسي بسبب الصراع المستمر منذ 8 سنوات.
كما استغل المحتالون كارثة تسونامي 2004 لجمع التبرعات الوهمية، يعيد التاريخ نفسه اليوم في اليمن بأساليب أكثر خبثاً ودهاءً. د. عبدالله الشاطر، خبير أمن المعلومات، يؤكد ارتفاع عمليات الاحتيال الرقمي بنسبة 300% في المناطق المتضررة، محذراً من أن هؤلاء المجرمين كالذئاب التي تهاجم القطيع في أضعف لحظاته، مستغلين اليأس والفقر لتحقيق أرباح إجرامية.
خالد العامري، 35 عاماً، يصف اللحظة المرعبة عندما تلقى مكالمة تدعي وجود معلومات عن شقيقه المفقود: "شعرت بخفقان قلبي يتسارع، ويدي ترتجف وأنا أمسك الهاتف". هذا المشهد يتكرر يومياً في آلاف البيوت اليمنية، حيث ينتشر هذا النوع من الاحتيال أسرع من انتشار النار في الهشيم، مخلفاً وراءه أسراً فقدت آخر مدخراتها وثقتها في المساعدات الإنسانية الحقيقية.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تؤكد بوضوح: "لا نتقاضى أي مبالغ مالية مقابل أنشطتنا الإنسانية أو مساعداتنا"، داعية المواطنين للتحقق من كل اتصال عبر القنوات الرسمية فقط. الخبراء يحذرون من أن عدم التصدي لهذه الظاهرة الآن قد يؤدي إلى تطوير المحتالين لأساليب أكثر تطوراً، مما يهدد بخسارة المزيد من الأرواح والأموال. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون الضحية التالية أم ستكون جزءاً من الحل بنشر التحذير وحماية الآخرين؟