بعد 57 عاماً من الاحتلال، يعلن العالم أخيراً: لا مزيد من الانتظار! للمرة الأولى في التاريخ، تتحد القوى العالمية بإعلان ملزم لتطبيق حل الدولتين. بينما تستمر الإبادة في غزة، يسابق العالم الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في تحول تاريخي كبير. يأتي ذلك وسط ضغوطات دولية متزايدة للتأكيد على العدالة المؤجلة.
اجتماع استثنائي في قلب نيويورك حيث وقعت القوى العالمية على "إعلان نيويورك" الذي يحول حل الدولتين من مجرد فكرة إلى التزام دولي ملزم. في هذا المسعى، تأتي الأرقام المؤثرة لتخاطب العالم: 57 عاماً من الاحتلال، 2.3 مليون محاصر في غزة، وحدود 1967 كأساس للحل. صرح الأمير فيصل بن فرحان قائلاً: "غزة والضفة الغربية أرض فلسطينية واحدة"، مشيراً إلى ذلك، ينمو الأمل في قلوب الفلسطينيين بينما تتصاعد المخاوف الإسرائيلية من العزلة الدولية.
عقود من الفشل في تطبيق حل الدولتين والحاجة لنهج جديد في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية. تتزايد الحرب المدمرة على غزة، يظهر الضغط الشعبي العالمي، وتزداد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين. رغم النكبات السابقة مثل اتفاقيات أوسلو 1993 ومبادرة السلام العربية 2002، تظهر ضمانات دولية أقوى. "نشهد تحولاً جذرياً في النهج الدولي تجاه القضية الفلسطينية"، يقول خبراء القانون الدولي.
قد يحصل الأطفال الفلسطينيون أخيراً على مستقبل آمن وتعليم دون خوف من القصف. الضغط الاقتصادي والدبلوماسي يتزايد على إسرائيل لوقف الاستيطان والانسحاب للحدود المعترف بها. تعتبر هذه فرصة تاريخية قد لا تتكرر، رغم أن المقاومة الإسرائيلية ستكون شرسة. تلقى هذا الإعلان ترحيباً عربياً وإسلامياً واسعاً، ورفضاً إسرائيلياً قاطعاً، وتأييداً أوروبياً متحفظاً.
إعلان نيويورك يحول حل الدولتين من حلم إلى خطة عمل ملزمة دولياً. السنوات القادمة ستحدد مصير الصراع الأطول في التاريخ الحديث. على العالم العربي والإسلامي مواصلة الضغط والدعم لتحويل الأقوال إلى أفعال. يبقى السؤال: "هل سيكون إعلان نيويورك بداية النهاية للمأساة الفلسطينية، أم مجرد فصل جديد في مسلسل الوعود المكسورة؟"