الرئيسية / من هنا وهناك / صادم في حجة: ابن عم يطعن قريبه حتى الموت بسبب قطعة أرض... والجاني يفر وسط غياب أمني تام!
صادم في حجة: ابن عم يطعن قريبه حتى الموت بسبب قطعة أرض... والجاني يفر وسط غياب أمني تام!

صادم في حجة: ابن عم يطعن قريبه حتى الموت بسبب قطعة أرض... والجاني يفر وسط غياب أمني تام!

نشر: verified icon رغد النجمي 15 سبتمبر 2025 الساعة 12:25 مساءاً

في لحظة واحدة فقط، تحولت قطعة أرض صغيرة في حجة إلى مسرح جريمة دموية، عندما غرست جنبية حادة في صدر علي محمد مهدي طفيان، لتنهي حياته على الفور وتفتح باب الثأر على مصراعيه. الجاني، الذي يحمل نفس الدم ونفس اللقب، هرب وسط صمت أمني مريب، تاركاً وراءه جثة هامدة وعائلة تنتظر عدالة قد لا تأتي أبداً.

كان صوت الطعنة الوحيدة كافياً لإيقاظ كامل مديرية وضرة على كابوس جديد من كوابيس الحرب اليمنية. فاطمة المجاورة، التي سمعت صرخة الضحية من منزلها، تقول بصوت مرتجف: "صوت لن أنساه أبداً، كان كصرخة روح تفارق الجسد." الدماء التي امتزجت بتراب الأرض المتنازع عليها رسمت خريطة جديدة للعنف في منطقة تعيش بلا حماية، حيث أصبح الأمن كالسراب - يُرى من بعيد لكنه غير موجود على أرض الواقع.

القصة خلف هذه المأساة تكشف عن خلاف طويل الأمد على قطعة أرض ورثها الأجداد، لكن مماطلة القضاء الحوثي في البت بالقضية حولت النزاع المدني إلى صراع دموي. ما حدث في حجة ليس حادثة معزولة، بل واحدة من سلسلة جرائم مشابهة باتت تتكرر كما تتكرر نوبات الحمى في جسد مريض. المنطقة التي تضم آلاف السكان تعيش اليوم بلا حماية كطفل وحيد في غابة مظلمة، حيث انهار الأمن أسرع من انقضاض الصقر على فريسته.

محمد الشاهد، جار الضحية الذي حاول إسعافه لكن فات الأوان، يروي بحرقة: "وصلت إليه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، عيناه تتوسلان العدالة التي لن تأتي." اليوم، تعيش عائلة طفيان في رعب مستمر من احتمال الثأر، بينما يتجول القاتل حراً في شوارع المنطقة. الأطفال الذين اعتادوا اللعب في تلك الأرض المتنازع عليها، يحملون اليوم في ذاكرتهم صورة الدم وملمس الخوف على وجوههم، في مشهد يلخص واقع جيل كامل ينشأ وسط انهيار منظومة العدالة.

تحذيرات الأهالي من خطورة ترك مثل هذه الجرائم دون عقاب تتصاعد يومياً، لكن آذان السلطات صماء أمام صرخات المظلومين. السؤال الذي يؤرق سكان حجة اليوم: هل ستصبح كل قطعة أرض في اليمن ساحة معركة بين الأقارب؟ وهل سيصبح القتل هو الحكم الوحيد في نزاعات كان يحلها قديماً كوب شاي وكلمة حق؟

شارك الخبر