يستعد منتخب مصر لخوض مواجهة حاسمة أمام بوركينا فاسو اليوم الثلاثاء في استاد "4 أغسطس" بالعاصمة البوركينية واجادوجو، والتي قد تكون بمثابة مفتاح التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026. تنطلق صافرة البداية في السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، وسط ترقب شديد من الجماهير المصرية التي تحلم بعودة الفراعنة إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ مونديال روسيا 2018.

وفي خطوة تؤكد الأهمية الاستثنائية لهذه المواجهة، أعلن إبراهيم تراوري، رئيس دولة بوركينا فاسو، حضوره الشخصي للمباراة، مما يضفي بعداً سياسياً وشعبياً إضافياً على المواجهة. هذا القرار الرئاسي يعكس حجم التوقعات المحلية في بوركينا فاسو، والرغبة في مساندة منتخب الخيول لتحقيق مفاجأة أمام الفراعنة المتصدرين.

يدخل منتخب مصر المباراة متصدراً للمجموعة الأولى برصيد 19 نقطة، محتفظاً بفارق خمس نقاط كاملة عن أقرب منافسيه بوركينا فاسو صاحب المركز الثاني والذي يملك 14 نقطة فقط. هذا الفارق الواعد يجعل من الفوز اليوم بمثابة تذكرة مؤكدة للمونديال الأمريكي، خاصة مع تبقي جولتين فقط على انتهاء مرحلة التصفيات الأفريقية.

يمنح نظام التصفيات الحالي الفرصة الذهبية أمام الفراعنة لحسم التأهل مبكراً. ففي حالة تحقيق الانتصار، سيرتفع رصيد مصر إلى 22 نقطة، بينما سيبقى منتخب بوركينا فاسو عند 14 نقطة، مع إمكانية جمع 6 نقاط إضافية فقط من المباراتين المتبقيتين. هذا السيناريو يعني رياضياً استحالة تفوق بوركينا فاسو على مصر حتى لو فاز في جميع مبارياته المتبقية وخسر الفراعنة جميع لقاءاتهم القادمة.

حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم هذه المواجهة كواحدة من أقوى خمس مباريات في التصفيات الأفريقية خلال شهر سبتمبر الجاري، مؤكداً على التأثير المباشر للنتيجة في تحديد المنتخب المتأهل من هذه المجموعة. هذا التصنيف الرسمي من الفيفا يعكس القيمة الفنية والتنافسية للمواجهة، خاصة مع تساوي الفريقين في عدد من المؤشرات التكتيكية والفنية.

تستفيد مصر من نتائجها المتميزة في الجولات السابقة، حيث نجح الفراعنة في تحقيق فوز ثمين على إثيوبيا بهدفين نظيفين في الجولة السابعة، بأهداف محمد صلاح وعمر مرموش من ركلتي جزاء. هذا الانتصار عزز من الثقة داخل المعسكر المصري، ووضع المنتخب في موقف مريح قبل هذه المواجهة الحاسمة في أرض الخصم.

ومن المتوقع أن يعتمد المدير الفني حسام حسن على تشكيل متوازن يجمع بين الخبرة والشباب، مع الاعتماد على محمد الشناوي في حراسة المرمى، وخط دفاعي يضم محمد حمدي ومحمد هاني ورامي ربيعة وخالد صبحي وأحمد عيد. أما خط الوسط فسيشهد مشاركة مروان عطية وأحمد نبيل "كوكا" ومحمود حسن "تريزيجيه"، بينما سيقود الهجوم الثنائي الذهبي عمر مرموش ومحمد صلاح قائد الفريق ونجم ليفربول الإنجليزي.

يعيش منتخب بوركينا فاسو حالة من التحدي الاستثنائي، إذ يدرك أن الخسارة اليوم تعني عملياً وداع حلم التأهل المباشر للمونديال. لذلك، من المتوقع أن يقدم الخيول أداءً هجومياً جريئاً، مستفيدين من عامل الأرض والجمهور وحضور رئيس الدولة، في محاولة لقلب الطاولة على الفراعنة وإعادة إحياء آمالهم في المنافسة على صدارة المجموعة.

تأتي هذه المواجهة في توقيت مثالي للكرة المصرية، خاصة بعد نجاح منتخب تونس في حسم تأهله للمونديال أمس، ليصبح ثاني المنتخبات العربية المتأهلة بعد المغرب. هذا الإنجاز التونسي يمثل دافعاً معنوياً إضافياً للفراعنة لتحقيق نفس المصير والانضمام إلى قائمة المتأهلين العرب لكأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بنظام 48 منتخباً للمرة الأولى في التاريخ، مما يعني زيادة الحصة الأفريقية إلى 9 مقاعد مباشرة.