رحيل مفاجئ وصادم لأحد أباطرة المال السعوديين هزّ الأوساط الاقتصادية والاجتماعية في الخليج، بعدما أُعلن عن وفاة الشيخ محمد بن عبدالله العلي الزامل، أحد الأسماء البارزة في عالم الأعمال والعمل الخيري. الخبر أحدث صدمة تهز عالم الأعمال الخليجي، حيث كان يُنظر إليه كأحد الرموز الملهمة في الاستثمار المؤسسي والعمل الخيري المستدام.
الشيخ الزامل، الذي يُعد بحق أحد أباطرة المال السعوديين، انتقل إلى رحمة الله يوم السبت الماضي، وقد أُديت الصلاة عليه في جامع الملك فهد بالخبر قبل أن يُوارى الثرى في مقبرة الثقبة. هذا الرحيل المفاجئ أثار تساؤلات واسعة حول إرثه الممتد لعقود طويلة من الإنجازات.
ولد الراحل في مدينة عنيزة عام 1349هـ، وتنقل بين البحرين والخبر والدمام، حيث أسس مع أسرته قاعدة صلبة في عالم التجارة. إلا أن ما ميزه عن غيره كان فلسفته الخاصة في العمل الخيري، إذ لم يكتف بالتبرعات الفردية بل أسس صندوقاً عائلياً للأوقاف يُعتبر نموذجاً متقدماً في الاستدامة المالية والعطاء المتجدد.
هذا الصندوق شمل دعم الطلاب المحتاجين، ورعاية الأيتام والأرامل، إضافة إلى تمويل مشاريع إنسانية داخل المملكة وخارجها. وقد وصفه كثيرون بأنه صدمة إيجابية في عالم الأوقاف، لأنه أعاد تعريف مفهوم الثروة كأمانة اجتماعية أكثر منها ملكية شخصية.
كان الشيخ الزامل أيضاً قدوة ملهمة للأجيال الشابة في العائلة، يشارك بفعالية في اللقاءات الأسرية ويحفّز أبناءه وأحفاده على الانخراط في العمل الخيري. كما دعم الجمعيات المحلية وساهم في تحسين أوضاع مئات الأسر، ليُخلد اسمه كأيقونة في البذل والعطاء.
برحيله، فقدت المملكة والخليج واحداً من أهم أباطرة المال الذين جمعوا بين التجارة والخير، لكن إرثه المتمثل في صندوق الأوقاف سيبقى شاهداً على فلسفته العميقة ورؤيته المتجددة لدور المال في خدمة المجتمع.
