الرئيسية / شؤون محلية / قرار غير مسبوق بالسعودية: إبعاد المخالفين مروريًا من الوافدين وتشديد العقوبات على السعوديين
قرار غير مسبوق بالسعودية: إبعاد المخالفين مروريًا من الوافدين وتشديد العقوبات على السعوديين

قرار غير مسبوق بالسعودية: إبعاد المخالفين مروريًا من الوافدين وتشديد العقوبات على السعوديين

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 04 سبتمبر 2025 الساعة 04:20 صباحاً

أقرت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية تعديلات جديدة على نظام المرور تُعتبر الأشد صرامة في تاريخ المملكة، حيث تقضي بإبعاد الأفراد غير السعوديين عن البلاد ومنعهم من دخولها مجدداً في حال صدور أحكام قضائية نهائية بإدانتهم بارتكاب مخالفات مرورية تُعرّض السلامة العامة للخطر. هذا القرار الذي ينسق تطبيقه بين وزارة الداخلية مع كل من وزارة الخارجية ووزارة العدل والنيابة العامة، يهدف إلى تعزيز الانضباط المروري وحماية أرواح المواطنين والمقيمين.

تشمل هذه التعديلات الجديدة آلية متدرجة لتطبيق العقوبات، حيث تفرض الغرامة بحدها الأعلى عند ارتكاب المخالفة للمرة الثانية خلال سنة من تاريخ المخالفة الأولى. وفي حالة تكرار المخالفة للمرة الثالثة خلال نفس السنة، يُحال المخالف إلى المحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن بما لا يتجاوز سنة، ما لم ترَ المحكمة مضاعفة الغرامة المقررة للمخالفة في المرة الثانية.

نون بوست

ويأتي هذا القرار في إطار رؤية شاملة تسعى المملكة من خلالها إلى ترسيخ ثقافة مرورية آمنة ومسؤولة، خاصة مع تزايد أعداد المركبات على الطرق السعودية وارتفاع معدلات الحوادث المرورية في بعض المناطق. التعديلات الجديدة تركز بشكل خاص على المخالفات التي تشكل خطراً مباشراً على السلامة العامة، مثل القيادة المتهورة، تجاوز الإشارات الحمراء، السرعة الزائدة في المناطق السكنية، واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة.

النظام الجديد يتضمن تحديد المخالفات التي تُعرّض السلامة العامة للخطر من خلال لائحة مفصلة، كما يحدد إجراءات واضحة لإحالة المخالفين إلى المحاكم المختصة. هذا التطوير في النظام المروري يعكس التزام المملكة بتطبيق أحدث المعايير الدولية في إدارة المرور والحفاظ على السلامة العامة، مع مراعاة الخصوصيات المحلية والثقافية للمجتمع السعودي.

التعديلات تأتي أيضاً استجابة لتوصيات الخبراء في مجال السلامة المرورية، الذين أكدوا أن الردع القانوني الصارم يُعتبر من أهم العوامل في تقليل معدلات الحوادث المرورية. الإحصاءات الحديثة تشير إلى أن الدول التي طبقت أنظمة عقوبات مشددة شهدت انخفاضاً ملحوظاً في أعداد الضحايا والإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية، مما يدعم التوجه السعودي نحو تشديد العقوبات.

بالنسبة للمقيمين غير السعوديين، فإن هذه التعديلات تمثل تحدياً جديداً يتطلب منهم الالتزام الصارم بقوانين المرور، حيث أن أي مخالفة جسيمة قد تؤدي إلى فقدان حق الإقامة في المملكة نهائياً. هذا الإجراء، رغم صرامته، يهدف إلى ضمان التزام جميع مستخدمي الطرق بالقوانين المرورية دون استثناء، وتعزيز مبدأ المسؤولية الجماعية في الحفاظ على السلامة العامة.

وتتنوع المخالفات المرورية التي تندرج تحت خانة "تعريض السلامة العامة للخطر" لتشمل القيادة تحت تأثير المواد المخدرة أو الكحوليات، التفحيط والقيادة الاستعراضية، تجاوز السرعة المحددة بنسب كبيرة، قطع الإشارات الحمراء، والقيادة في الاتجاه المعاكس. كما تشمل أيضاً المخالفات التي تتعلق بعدم الالتزام بقوانين الأولوية في التقاطعات، والوقوف في الأماكن المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة أو سيارات الإسعاف.

التطبيق العملي لهذه التعديلات سيتم بالتنسيق مع الجهات القضائية المختصة، حيث ستعمل المحاكم المرورية على دراسة كل حالة بعناية لضمان العدالة وتطبيق العقوبة المناسبة حسب خطورة المخالفة وظروفها. كما ستُراعى العوامل المخففة والمشددة في كل قضية، مما يضمن تطبيق العدالة مع الحفاظ على الهدف الأساسي وهو حماية السلامة العامة.

هذه التعديلات تأتي في سياق التطوير المستمر للأنظمة المرورية في المملكة، والذي شهد في السنوات الأخيرة إدخال تقنيات حديثة مثل أنظمة الرقابة الإلكترونية والكاميرات الذكية، إلى جانب تطوير برامج التوعية المرورية والتدريب المتخصص للسائقين. الهدف النهائي هو الوصول إلى معدلات حوادث مرورية تتماشى مع المعايير العالمية للدول المتقدمة، وتحقيق رؤية المملكة 2030 في مجال السلامة والأمان العام.

شارك الخبر