الرئيسية / من هنا وهناك / 19 شخصاً بين منقذ وضحية: قوة السيول تنقل جثة لمسافة 3 كيلومترات وتبتلع من حاولوا الإنقاذ
19 شخصاً بين منقذ وضحية: قوة السيول تنقل جثة لمسافة 3 كيلومترات وتبتلع من حاولوا الإنقاذ

19 شخصاً بين منقذ وضحية: قوة السيول تنقل جثة لمسافة 3 كيلومترات وتبتلع من حاولوا الإنقاذ

نشر: verified icon رغد النجمي 26 أغسطس 2025 الساعة 08:20 مساءاً

أعلنت مديريات الدفاع المدني في ثلاث دول عربية خلال الأيام الماضية عن حصيلة مأساوية بلغت 19 شخصاً بين منقذ وضحية، في سلسلة من الحوادث المروعة التي شهدتها مناطق مختلفة جراء السيول الجارفة، حيث كشفت التفاصيل عن قوة مدمرة للمياه نقلت إحدى الجثث لمسافة 3 كيلومترات كاملة وابتلعت من حاولوا تقديم المساعدة.

في أبرز هذه الحوادث المأساوية، لقي عشرة أشخاص على الأقل مصرعهم في ولاية جنوب دارفور بالسودان، عندما جرفت السيول سيارة تقل عدداً من الركاب في مدينة نيالا مساء الجمعة الماضي. وتضاعفت المأساة عندما حاول عدد من المارة التدخل لإنقاذ العالقين داخل المركبة، إلا أن قوة السيول الهائلة سحبتهم بدورهم، مما رفع عدد الضحايا إلى عشرة أشخاص بينهم أطفال.

شهود العيان وصفوا المشهد بالمروع، مؤكدين أن محاولات الإنقاذ كانت صعبة للغاية نظراً لقوة تدفق المياه وارتفاع منسوبها، حيث تحولت المنطقة إلى ما يشبه النهر العارم الذي جرف كل ما في طريقه. وأوضحوا أن الحادث وقع عند محاولة السيارة عبور أحد الأودية شمال المدينة، حيث باغتتها قوة تيار المياه الجارف، وأدى اندفاع السيول إلى فقدان السيطرة على المركبة التي غمرتها المياه بشكل كامل.

وفي محافظة لحج باليمن، سجل الدفاع المدني حصيلة أخرى بلغت ستة أشخاص تم إنقاذهم مقابل ثلاثة آخرين لقوا مصرعهم جراء السيول الجارفة. وفي تفصيل يكشف القوة المدمرة للسيول، تمكنت فرق الإنقاذ بمديرية الملاح من إنقاذ خمسة أشخاص كانوا على متن سيارة "هيلوكس" جرفتها السيول، فيما فقد شخص سادس يدعى فضل عبدالله عبديل الضبيات حياته، حيث عُثر على جثته على بُعد ثلاثة كيلومترات من موقع الحادثة، مما يعكس القوة الهائلة التي حملته بها المياه عبر هذه المسافة الطويلة.

كما أودت السيول في نفس المنطقة بحياة سائق سيارة "لاند كروزر" قادمة من صنعاء، بينما نجا شقيقه بأعجوبة، ليضاف إلى سجل الضحايا الذي يعكس حجم المخاطر التي تواجه المسافرين في هذه المناطق خلال موسم الأمطار.

على الجانب الإيجابي، نجح الدفاع المدني بالمدينة المنورة في تسجيل قصة نجاة واحدة وسط هذه السلسلة من المآسي، حيث تمكن من إنقاذ شخص احتجز في سيل داخل مركبة، وإن كان ذلك مصحوباً بتطبيق الأنظمة بحق قائد المركبة لارتكابه مخالفة "المجازفة بعبور الأودية أثناء جريانها" بالتنسيق مع إدارة المرور بالمنطقة.

وعزت السلطات في البلدان الثلاثة هذه الحوادث المتكررة إلى التهور وعدم الالتزام بإرشادات السلامة أثناء تدفق السيول، مجددة تحذيراتها من مخاطر عبور الأودية ومجاري السيول في موسم الأمطار. وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني ضرورة أخذ الحيطة والحذر، والبقاء في أماكن آمنة والابتعاد عن أماكن تجمُّع السيول والأودية وعدم السباحة فيها، مشددة على الالتزام بالتعليمات المعلنة عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي.

تأتي هذه السلسلة المأساوية من الحوادث في ظل استمرار موجة الأمطار الغزيرة والسيول التي تشهدها المنطقة العربية، مما يسلط الضوء على ضرورة تطوير البنية التحتية وتحسين آليات الإنذار المبكر والاستجابة للطوارئ، خاصة مع غياب الجسور والمعابر الآمنة لعبور الأودية في كثير من هذه المناطق.

شارك الخبر