تشهد المنطقة الخليجية حدثاً رياضياً استثنائياً مع انطلاق بطولتين خليجيتين للفئات الشبابية لأول مرة في التاريخ، حيث تستضيف السعودية بطولة كأس الخليج للشباب في أبها، بينما تحتضن قطر بطولة كأس الخليج للناشئين، مع مشاركة يمنية تحمل بُعداً رمزياً قوياً رغم التحديات الصعبة التي تواجهها البلاد.
انطلقت بطولة كأس الخليج للشباب في مدينة أبها السعودية في 28 أغسطس، وتستمر حتى 9 سبتمبر، بمشاركة ثمانية منتخبات موزعة على مجموعتين. تضم المجموعة الأولى منتخبات السعودية وقطر والكويت واليمن، بينما تشمل المجموعة الثانية منتخبات عُمان والعراق والبحرين ومصر كضيف استثنائي على البطولة الخليجية.

استطاع منتخب اليمن للشباب تحت قيادة المدرب محمد صالح النفيعي إنجاز معسكر إعدادي استمر أكثر من 45 يوماً في العاصمة صنعاء، تخللته مباريات تجريبية مع أندية محلية لرفع مستوى الجاهزية الفنية والبدنية. غادرت البعثة اليمنية العاصمة براً عبر منفذ الوديعة متجهة إلى السعودية، في مشهد يعكس التحدي الكبير الذي يواجهه الفريق في ظل الظروف الاستثنائية للبلاد.
تحمل هذه المشاركة اليمنية أهمية خاصة، حيث تمثل عودة قوية للرياضة اليمنية إلى المحافل الإقليمية بعد سنوات من التراجع بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية. كما تعكس إصرار الأجيال الشابة على مواصلة ممارسة كرة القدم وتمثيل بلادهم بكرامة رغم كل التحديات.
يستهل المنتخب اليمني مشواره بمواجهة صاحب الأرض والجمهور السعودي في افتتاح منافسات المجموعة الأولى، ثم يواجه قطر يوم 31 أغسطس، ويختتم مبارياته في دور المجموعات بلقاء الكويت في 3 سبتمبر. تُقام جميع هذه المباريات في الساعة الرابعة والنصف عصراً بتوقيت السعودية.
على الصعيد المقابل، يواصل منتخب عُمان للشباب تحضيراته المكثفة تحت قيادة المدرب الوطني حمد العزاني، حيث يخوض الفريق معسكراً داخلياً بدأ في 13 أغسطس ويستمر حتى موعد السفر إلى أبها. يؤكد صلاح بن ثويني العريمي مدير منتخب عُمان أن الإعداد جاء متأخراً نسبياً، لكنه يثق في قدرة اللاعبين الشباب على استرجاع لياقتهم سريعاً والظهور بمستوى مشرف.

يشير مساعد مدرب منتخب عُمان بدر المعمري إلى أن بعض المنتخبات المشاركة تتمتع بميزة الإعداد الطويل، خاصة تلك المتأهلة لكأس العالم للشباب مثل السعودية ومصر، التي تعتبر هذه البطولة بمثابة بروفة أخيرة قبل المونديال. رغم ذلك، يبدي المسؤولون العُمانيون ثقة كبيرة في قدرة فريقهم على المنافسة والوصول لأبعد نقطة ممكنة.
تتميز هذه البطولة بكونها الأولى من نوعها على مستوى منتخبات الشباب في المنطقة الخليجية، مما يضفي عليها طابعاً تاريخياً خاصاً. كما تمثل فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب الشابة وإعدادها للاستحقاقات المستقبلية، بما في ذلك تصفيات كأس آسيا للشباب والبطولات القارية الأخرى.
في تطور آخر، كشفت قرعة بطولة كأس الخليج للناشئين تحت 17 عاماً عن توزيع المنتخبات الثمانية المشاركة في مجموعتين متوازنتين. وقع منتخب اليمن للناشئين في المجموعة الأولى إلى جانب قطر المضيف والإمارات وسلطنة عُمان، بينما ضمت المجموعة الثانية منتخبات العراق والسعودية والبحرين والكويت.
ستقام بطولة الناشئين في قطر خلال الفترة من 20 سبتمبر حتى 2 أكتوبر 2025، مما يعني أن المنطقة الخليجية ستشهد خلال شهري أغسطس وسبتمبر حدثين رياضيين شبابيين مهمين يهدفان إلى تطوير المواهب وإعداد جيل جديد من النجوم.
يعكس هذا التوجه الخليجي نحو الاستثمار في الفئات العمرية الصغيرة رؤية استراتيجية طويلة المدى لتطوير كرة القدم في المنطقة. كما يأتي في إطار الاهتمام المتزايد بالرياضة كأداة للتنمية الاجتماعية وبناء الشخصية لدى الشباب.
تحمل المشاركة اليمنية في هاتين البطولتين رسالة قوية عن صمود الرياضة اليمنية وقدرتها على التأقلم مع الظروف الصعبة. فرغم التحديات اللوجستية والمالية، نجح الاتحاد اليمني لكرة القدم في إعداد منتخبين للمشاركة في هذين الحدثين المهمين، مما يعكس الإرادة القوية للحفاظ على حضور اليمن في الخارطة الرياضية الإقليمية.
من جانبهم، يعلق لاعبو المنتخبات الشابة آمالاً كبيرة على هذه المشاركات، حيث تمثل فرصة مثالية لإثبات الذات والحصول على خبرة قيمة في المنافسات الدولية. كما تفتح أمامهم أبواب الاحتراف المستقبلي أو الانضمام للمنتخبات الأولى في بلدانهم.