حققت الجالية السودانية إنجازاً إنسانياً استثنائياً بجمع 800 ألف ريال سعودي في زمن قياسي لم يتجاوز 12 ساعة فقط، وذلك لإنقاذ ممرضة سودانية من حكم قضائي جراء خطأ طبي وقع في مستشفى بمدينة تبوك. هذا العمل الجماعي السريع يعكس قوة التضامن والترابط بين السعودية وأبناء الجالية السودانية المقيمين فيها.
صدر حكم قضائي ضد الممرضة رانيا حسن أحمد علي بدفع غرامة مالية قدرها 802 ألف ريال سعودي، وذلك بسبب خطأ طبي حدث أثناء عملها في قسم الحضانة المركزة للأطفال بأحد مستشفيات تبوك.
انطلقت حملة التبرعات عبر نظام "سداد" الإلكتروني فور انتشار خبر الحكم القضائي على منصات التواصل الاجتماعي. تفاعل المغتربون السودانيون بشكل فوري مع النداء، حيث تسابقوا للمساهمة في جمع المبلغ المطلوب خلال فترة زمنية قصيرة جداً تؤكد عمق الروابط الاجتماعية بين أبناء الجالية الواحدة.
شارك في حملة التبرعات مئات الأشخاص من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، مما يدل على انتشار روح "الفزعة" السودانية التقليدية حتى عبر المسافات الجغرافية البعيدة. لم تقتصر المساهمات على السودانيين فحسب، بل امتدت لتشمل أفراداً من جنسيات عربية مختلفة إضافة إلى مواطنين سعوديين وأجانب، مما يعكس الطابع الإنساني العابر للحدود لهذه المبادرة.
تجاوزت القصة حدود مجرد جمع الأموال لتصبح رمزاً للتكافل المجتمعي وقدرة الشعوب على التغلب على المحن من خلال العمل الجماعي المنظم. هذا النموذج يبرز أهمية الشبكات الاجتماعية الرقمية في تسهيل وتسريع عمليات التضامن الإنساني في العصر الحديث.