أشعل نادي الهلال السعودي سوق الانتقالات بحزمة صفقات نارية تجاوزت قيمتها 53 مليون يورو، محدثاً هزة حقيقية في موازين الديربي مع النصر عبر ضم نجوم أوروبيين بارزين وصفقات تكتيكية مدروسة تهدف لإعادة تشكيل خريطة المنافسة المحلية.
تصدرت صفقة داروين نونيز المهاجم الأوروجوياني القادم من ليفربول قائمة التعاقدات الهلالية بقيمة قياسية بلغت 53 مليون يورو، مما جعلها أبرز استثمار في الميركاتو السعودي الجاري. وفي خطوة تكتيكية لافتة، استقطب الزعيم الأزرق علي لجامي من النصر مقابل 941 ألف يورو فقط، في صفقة تحمل أبعاداً أكبر من قيمتها المالية المتواضعة نسبياً.
انتقال لجامي تحديداً يمثل ضربة مزدوجة للهلال، حيث يكسب مدافعاً يعرف أسرار غريمه التقليدي ويحرم النصر من خدمات أحد أعمدة دفاعه. هذه الخطوة تعكس استراتيجية الإدارة الهلالية في تقوية صفوفها وإضعاف المنافس المباشر في آن واحد، خاصة مع اقتراب موسم جديد محمل بتوقعات عالية من الجماهير.
وعزز الهلال خطوطه بضم ثيو هيرنانديز النجم الفرنسي من ميلان مقابل 25 مليون يورو، ليضيف بعداً أوروبياً راقياً لتشكيلة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي. كما استفاد من سوق الصفقات المجانية بضم عبد الكريم دارسي من الأهلي دون مقابل، واستعار عبد الرزاق حمد الله من الشباب لإضافة الخبرة المغربية للخط الهجومي.
تشير هذه التحركات إلى رؤية طموحة تجمع بين الاستثمار الذكي والتخطيط الاستراتيجي، حيث يوازن الهلال بين الصفقات الضخمة والحلول الاقتصادية الذكية. هذا المزيج يعكس نضج إداري في التعامل مع محدودية الميزانية مقابل ضرورة المنافسة على أعلى مستوى محلياً وقارياً.
في المقابل، يواجه النصر تحدياً حقيقياً في الحفاظ على توازن قوته بعد فقدان لجامي، خاصة وأن النادي حدد هدفيه الأخيرين من اللاعبين الأجانب بعد ضم ثلاثة لاعبين أجانب هذا الصيف. هذا الوضع يضع ضغطاً إضافياً على إدارة النصر لإيجاد بدائل سريعة تعوض الفراغ الذي خلفه انتقال مدافعهم للغريم التقليدي.
تشهد قائمة الهلال أيضاً حركة مغادرة متوازنة، حيث رحل مصعب الجوير للقادسية مقابل 11.52 مليون يورو، بينما انتقل ياسر الشهراني للنادي ذاته مجاناً بعد سنوات طويلة من العطاء الأزرق، وذلك ضمن استراتيجية تجديد الدماء وإفساح المجال أمام الوجوه الجديدة.
