الرئيسية / مال وأعمال / اعلان جديد للأمم المتحدة يُربك اليمنيين ويضع 2.3 مليون مواطن في منطقة معيشية شديدة الخطورة !
اعلان جديد للأمم المتحدة يُربك اليمنيين ويضع 2.3 مليون مواطن في منطقة معيشية شديدة الخطورة !

اعلان جديد للأمم المتحدة يُربك اليمنيين ويضع 2.3 مليون مواطن في منطقة معيشية شديدة الخطورة !

نشر: verified icon مروان الظفاري 20 أغسطس 2025 الساعة 11:40 صباحاً

كشفت الأمم المتحدة عن أرقام صادمة تُظهر أن 41 ألف يمني يواجهون خطر المجاعة المباشر، فيما لا يتجاوز تمويل عمليات الإغاثة الإنسانية 16% من الاحتياجات الفعلية رغم تزايد تقارير وفيات الأطفال بسبب الجوع.

وحذرت روزاريا برونو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن بالإنابة، من أن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2025 لم يحقق سوى 15% من المستهدف، واصفة الوضع بـ"المروع للغاية" مع احتياج أكثر من 19 مليون شخص للمساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

تتركز المخاطر الأكثر حدة في مديرية عبس بمحافظة حجة، حيث يواجه 41 ألف شخص، معظمهم من النازحين والنساء، خطر المجاعة نتيجة تعليق المساعدات الغذائية وتفاقم التدهور البيئي. وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن الوضع الإنساني في عبس "حرج للغاية"، حيث تتقاطع أزمات متعددة أبرزها انعدام الأمن الغذائي وتدهور الأراضي الزراعية.

الانخفاض الحاد في المساعدات الإنسانية أجبر آلاف الأسر على اتباع استراتيجيات قاسية للتكيف، بينها تقليل الوجبات اليومية، والاقتراض، وبيع الممتلكات لتأمين الغذاء. فيما أشارت البيانات إلى أن أكثر من 220 ألف نازح في عبس فقدوا منذ مارس 2025 إمكانية الحصول على الإغاثة الطارئة بسبب التخفيضات الحادة في التمويل.

رغم الجهود المتواصلة، تلقت الأمم المتحدة خلال الأسبوع الأخير تمويلات إضافية بنحو 37.6 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، ليصل إجمالي التمويل المُستلم إلى 412.2 مليون دولار. إلا أن هذا المبلغ لا يمثل سوى 16.6% من إجمالي المتطلبات المالية البالغة 2.48 مليار دولار.

معظم التمويل الإضافي جاء من بريطانيا والمفوضية الأوروبية وألمانيا واليابان وكندا ومنظمة الإغاثة الإسلامية العالمية، بينما تبقى الفجوة التمويلية ضخمة وتُقدر بـ2.07 مليار دولار، أي ما يعادل 83.4% من إجمالي النداء الإنساني لليمن.

كشف راميش راجاسينغهام، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، عن حقيقة مؤلمة بقوله إن الغالبية العظمى من وفيات الأطفال في اليمن تعود إلى الجوع وسوء التغذية، وليس بسبب الحرب بشكل مباشر. وأوضح أن أكثر من 17 مليون شخص يعانون من الجوع حالياً، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 18 مليوناً بحلول فبراير المقبل.

تشير التوقعات إلى أن 18.1 مليون شخص سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في وقت مبكر من سبتمبر المقبل، بمن فيهم 41 ألف شخص من المحتمل أن يواجهوا المجاعة وفقاً للمرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

يعاني نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، ويعاني نصفهم تقريباً من التقزم، بينما تعاني واحدة من كل أربع نساء حوامل ومرضعات من الهزال. وبلغ معدل انتشار عدم كفاية استهلاك الغذاء مستويات قياسية، حيث لم يتمكن 67% من السكان من تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.

الأزمة التمويلية تجبر وكالات الإغاثة على تعليق البرامج الحيوية، مما يترك ملايين الأشخاص دون القدرة على الحصول على المساعدات المنقذة للأرواح. نصف مليون مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة الضعيفة يخاطرون بفقدان مصادر الغذاء والدخل الرئيسة، بينما فقد ما يقرب من مليوني شخص من الفئات الضعيفة إمكانية الوصول إلى خدمات الحماية المنقذة للأرواح.

فقدت 921 ألف امرأة وفتاة إمكانية الوصول إلى خدمات الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، فيما تأثر أكثر من 450 مرفقاً صحياً بخفض التمويل، ولا يمكنها تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية الكاملة. كما أن 2.2 مليون شخص معرضون لخطر فقدان الدعم للحصول على المياه النظيفة وخدمات النظافة الصحية.

للاستجابة للأوضاع الطارئة، أعلن صندوق التمويل الإنساني في اليمن عن تخصيص 20 مليون دولار إضافية لمعالجة الآثار السلبية لأزمة انعدام الأمن الغذائي، حيث سيُوجه هذا التمويل إلى الشركاء الإنسانيين في الخطوط الأمامية والمجتمعات المحلية التي تعرف أين تكمن الاحتياجات الأشد.

وثقت بعثة تقييم احتياجات في يوليو الماضي حالات وفاة أطفال في مخيمات النازحين بمديرية عبس بسبب "الجوع البطيء والصامت"، مما دفع الشركاء في المجال الإنساني لحشد تدخلات الاستجابة بسرعة. إلا أن المسؤولين الأمميين يتوقعون رؤية المزيد من التقارير والوفيات المأساوية التي كان يمكن الوقاية منها في حال توفر زيادة سريعة وكبيرة في التمويل.

يُدفع الناس إلى تدابير يائسة لإطعام أسرهم، حيث يتخذون خيارات شبه مستحيلة تشمل تخطي وجبات الطعام، والتخلي عن احتياجات الرعاية الصحية من أجل دفع ثمن الطعام، وبيع أصول أساسية مثل الماشية والمأوى. تجد ما يقارب 4 من كل 5 أسر نفسها بلا مدخرات للمزيد من التأقلم، و44% تستخدم استراتيجيات التكيف الغذائية الصارمة.

أطلق شركاء الأمن الغذائي في الشهر الماضي خطة استجابة ذات أولوية عالية، مع إعطاء الأولوية للتدخلات العاجلة في المواقع التي تشهد أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. تستهدف هذه الخطة 8.8 ملايين شخص وتتطلب 1.42 مليار دولار، لكنها تعني أن 2.3 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد لن يتلقوا المساعدة.

من المتوقع أن يرتفع العنف القائم على النوع الاجتماعي وعمالة الأطفال وزواج القاصرات في الأشهر المقبلة. وتُعد عبس ثاني أكبر منطقة لاستضافة النازحين داخلياً في اليمن، حيث تؤوي عشرات الآلاف من الفارين من النزاع في حرض وشمال حجة، والغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال الذين يواجهون مخاطر متزايدة وصعوبات معيشية يومية.

شارك الخبر