تحولت شوارع هونغ كونغ إلى مشهد استثنائي من اللون الأصفر، حيث اصطف آلاف المشجعين النصراويين لساعات طويلة أمام فندق الفريق وفي الميادين الرئيسية للمدينة، منتظرين بشغف لحظة رؤية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قبل مواجهة الاتحاد في نصف نهائي كأس السوبر السعودي.

المشهد في هونغ كونغ كان أشبه بغزو سلمي ملون، حيث حمل المشجعون قمصان النصر الصفراء ورفعوا الأعلام والشعارات، محولين الشوارع الآسيوية إلى قطعة من نجد. الحشود الغفيرة اضطرت السلطات المحلية للتدخل وتنظيم حركة السير، خاصة عند وصول حافلة الفريق التي أُغلقت بعض الطرق بسببها.
أمام فندق "ريجنت" حيث يقيم الفريق على ضفاف ميناء فيكتوريا، تشكلت طوابير منتظمة من المشجعين الذين وقفوا لساعات متواصلة رغم انتهاء الحصة التدريبية الصباحية. رجال الأمن الصناعي نظموا الحشود ووضعوا الحواجز على جانبي مدخل الفندق، بينما ظل المشجعون مستمرين في أماكنهم أملاً في رؤية قائدهم المفضل.
لحظة ظهور رونالدو من خلف زجاج الحافلة كانت بمثابة إشعال للمشهد، حيث تعالت الهتافات بشكل هستيري وارتفعت الأصوات مرددة اسم "الدون" بلغات مختلفة. المشجعون، من مختلف الأعمار، رفعوا صور النجم البرتغالي وقمصانه مع النصر وحتى مع أنديته السابقة مثل مانشستر يونايتد.

ما يثير الدهشة أن هونغ كونغ تستضيف كأس السوبر السعودي لأول مرة في تاريخها، والحدث الذي يضم أربعة أندية هي النصر والاتحاد والأهلي والقادسية، نجح في جذب انتباه عالمي واسع. الشعبية الطاغية لرونالدو في المدينة الآسيوية تجلت أيضاً في افتتاح متحف خاص يحمل اسم "حياة CR7" قبل شهر واحد فقط، والذي يعرض مقتنيات شخصية وتماثيل شمعية للنجم البرتغالي.
السكان المحليون والمارة توقفوا لالتقاط الصور وتوثيق هذا المشهد الاستثنائي، حيث بدت المدينة وكأنها تعيش مهرجاناً كروياً عالمياً. جماهير النصر أثبتت أن عشقها للفريق يتجاوز الحدود الجغرافية، حاملة معها إرث الكرة السعودية إلى أقصى الشرق وساهمة في نشر اللون الأصفر تحت ناطحات هونغ كونغ الشاهقة.

هذا الحضور المميز للجماهير النصراوية في هونغ كونغ يعكس نجاح الاستثمار السعودي في الرياضة والقوة الناعمة التي تمثلها الكرة السعودية عالمياً، خاصة مع وجود نجم بحجم رونالدو الذي حول كل مكان يحل فيه إلى وجهة للعشاق والمشجعين من جميع أنحاء العالم.