اشتعلت المنافسة بين الأندية السعودية الكبرى على الساحة الرياضية والانتقالات، حيث دخل القادسية بقوة في سباق مزاحمة النصر والأهلي في معركتين مختلفتين تكشفان عن طموحات الفريق الصاعد. ففي الوقت الذي يستعد فيه القادسية لمواجهة الأهلي في نصف نهائي السوبر السعودي، يخوض النادي معركة موازية ضد النصر لخطف صفقة محلية قوية تتمثل في اللاعب سعد الناصر من نادي التعاون.
وتُظهر هذه التطورات المتوازية كيف تحول القادسية من فريق عائد حديثاً إلى دوري روشن إلى منافس شرس يزاحم عمالقة الكرة السعودية في كافة الجبهات. فبعد أن حجز مقعده بين الأربعة الكبار في الموسم الماضي ووصل إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، يسعى النادي القدساوي لترجمة هذا النجاح إلى مكاسب عملية سواء عبر الفوز بأول ألقابه الكبرى أو تعزيز صفوفه بصفقات نوعية.
يتصدر سعد الناصر قائمة أهداف القادسية والنصر في سوق الانتقالات الحالي، حيث كشفت تقارير صحفية عن دخول القادسية بقوة في المفاوضات مع لاعب التعاون بعد أن أرسل النصر عرضاً شفهياً مساء الخميس الماضي.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن القادسية فتح خط مفاوضات مباشر مع إدارة التعاون لحسم الصفقة في أقرب وقت، خاصة في ظل وجود منافسة خارجية قوية من جانب النصر الذي يضع اللاعب على رأس أولوياته لتعزيز صفوف الفريق.
ويمتد عقد الناصر مع نادي التعاون حتى 30 يونيو 2026، لكن التوقعات تشير إلى إمكانية خروجه خلال الصيف الحالي في ظل الاهتمام الكبير من الأندية الطامحة. ووفقاً للإعلامي الرياضي سامي القاضي، فإن النصر بدأ تحركات جدية لحسم مصير اللاعب قبل أن يستقر في صفوف منافسه.
وعلى الجبهة الأخرى، يستعد القادسية لخوض أولى مشاركاته في تاريخ بطولة السوبر السعودي عندما يواجه الأهلي يوم الأربعاء في نصف النهائي المقام في هونج كونج. وفي تصريح مثير للجدل، طالب المدرب الإسباني ميشيل جونزاليس بحصول فريقه على مقعد مباشر في النهائي بعد انسحاب الهلال من البطولة، معتبراً أن القادسية الأحق بذلك كونه وصيف كأس الملك.
وأكد جونزاليس أن مشاركة فريقه في السوبر تمثل تتويجاً للعمل الكبير المُنجز الموسم الماضي، مشدداً على أن البطولة تضم أفضل أربعة أندية باستثناء الهلال المنسحب. هذا الطموح يعكس الثقة الكبيرة التي يتمتع بها النادي القدساوي بعد موسم استثنائي انتهى بالمركز الرابع في الدوري.
وتعتمد آمال القادسية في تحقيق إنجاز تاريخي على الصفقات القوية التي أبرمها خلال الصيف، حيث يأتي النادي كأكثر أندية الدوري السعودي نشاطاً في سوق الانتقالات. فقد تعاقد مع النجم الإيطالي ماتيو ريتيجي مهاجم أتالانتا، إضافة إلى ضم مصعب الجوير وياسر الشهراني من الهلال، وعبد الله آل سالم من الخليج، ومحمد الثاني من الحزم.
هذه التعاقدات الطموحة تترجم رؤية إدارة القادسية لترسيخ مكانة النادي ضمن الأندية الكبرى، خاصة بعد النجاح في المشاركة بالمربع الذهبي والوصول لنهائي كأس الملك أمام الاتحاد بطل الثنائية. وتهدف هذه الاستثمارات إلى مواصلة المسيرة الصاعدة وتحقيق ألقاب تاريخية تليق بطموحات الجماهير القدساوية.
وسط هذا المشهد التنافسي المحتدم، تبرز قدرة القادسية على المزاحمة في عدة جبهات كمؤشر واضح على التطور النوعي للدوري السعودي، حيث لم تعد المنافسة مقتصرة على الأندية التقليدية بل امتدت لتشمل قوى صاعدة قادرة على تغيير موازين القوى وإضافة بُعد جديد للإثارة والتشويق في الموسم المقبل.
