الرئيسية / تقارير وحوارات / 35 عاماً من الشغف: قصة حداد سعودي يكشف أسرار مهنة تقاوم الاندثار
35 عاماً من الشغف: قصة حداد سعودي يكشف أسرار مهنة تقاوم الاندثار

35 عاماً من الشغف: قصة حداد سعودي يكشف أسرار مهنة تقاوم الاندثار

نشر: verified icon فؤاد الصباري 18 أغسطس 2025 الساعة 12:50 صباحاً

يحتفي عبدالعظيم الجنبي من محافظة القطيف بمسيرة استثنائية امتدت لخمسة وثلاثين عاماً في مهنة الحدادة، متحدياً كل الصعوبات التي واجهته، ومؤكداً أن شغفه بهذه المهنة التراثية هو ما دفعه للاستمرار والمثابرة رغم قسوة الظروف.

تجربة 35 عاماً في الحدادة بالقطيف

تمكن الحداد السعودي من الحفاظ على إرث عائلي انتقل إليه عبر الأجيال، حيث ورث مهنة الحدادة أباً عن جد، وجعل من حبه لها الدافع الأساسي لمواصلة العمل فيها حتى اليوم. وفي لقائه مع قناة العربية السعودية، كشف الجنبي عن العلاقة العميقة التي تربطه بهذه الحرفة التقليدية، مؤكداً أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كيانه الشخصي.

تبرز التحديات الجسيمة التي تواجه ممارسي مهنة الحدادة في تحمل درجات الحرارة المرتفعة داخل الورش، والحاجة إلى مهارات فنية عالية لصناعة الآلات الزراعية والبوارات وغيرها من الأدوات التي يحتاجها الناس. أشار الجنبي إلى أن هذه المهنة تتطلب قدرة استثنائية على التحمل، ولا يستطيع إتقانها إلا من يعمل بها بانتظام ويتأقلم مع ظروفها الصعبة.

يكشف الحداد الخمسيني عن جانب مثير للاهتمام في علاقته بمهنته، حيث يؤكد أنه يستمتع بالعمل على الحديد، وأن يومه لا يكتمل من دون صوت المطرقة ووهج النار. ويضيف بصراحة أنه إذا جلس في البيت يشعر بملل ورخاوة، ويتمنى العودة للعمل والحركة، مما يعكس مدى تجذر هذه المهنة في وجدانه وحياته اليومية.

تمثل قصة عبدالعظيم الجنبي نموذجاً حياً للمحافظة على المهن التراثية في عصر التقدم التكنولوجي، حيث تواجه حرفة الحدادة تحديات كبيرة في ظل انتشار البدائل الحديثة والمعدات المصنعة آلياً. رغم ذلك، يواصل هذا الحرفي المتمرس العمل بشغف منقطع النظير، مساهماً في الحفاظ على إرث ثقافي ومهني مهم في المجتمع السعودي.

تؤكد تجربة الجنبي الممتدة على أهمية الشغف في تجاوز المصاعب المهنية، وتسلط الضوء على دور الحرفيين التقليديين في خدمة مجتمعاتهم من خلال توفير الأدوات والمعدات الضرورية للمزارعين والحرفيين الآخرين، مما يجعل من قصته مصدر إلهام للأجيال الجديدة التي تسعى للمحافظة على التراث المهني الأصيل.

شارك الخبر