الرئيسية / ثقافة وفن / "العشاء الأخير": وثائقي يكشف لأول مرة رحلة الهروب المفزعة التي عاشها بشار الأسد من القصر إلى الطائرة ! (شاهد الفيديو)
"العشاء الأخير": وثائقي يكشف لأول مرة رحلة الهروب المفزعة التي عاشها بشار الأسد من القصر إلى الطائرة ! (شاهد الفيديو)

"العشاء الأخير": وثائقي يكشف لأول مرة رحلة الهروب المفزعة التي عاشها بشار الأسد من القصر إلى الطائرة ! (شاهد الفيديو)

نشر: verified icon جيهان الحرازي 17 أغسطس 2025 الساعة 05:50 مساءاً

في غمرة الفوضى وصوت الانفجارات المتلاحقة، كانت عقارب الساعة تتسارع نحو لحظة حاسمة في تاريخ سوريا المعاصر. 

يروي الفيلم الوثائقي الجديد "رحيل بلا عودة" الذي تقدمه قناة العربية تفاصيل مثيرة عن الساعات الأخيرة التي سبقت انهيار نظام بشار الأسد. 

ومن خلال شهادات حية لمقاتلين وقادة ميدانيين، يكشف الوثائقي الستار عن كواليس لم تُعرف من قبل حول معركة التحرير الحاسمة وانهيار النظام العسكري والنفسي، مصوراً مشهد هروب دراماتيكي لم يتوقعه كثيرون.

رحيل هروب بلا وداع:

بدأت القصة قبل أيام قليلة من الانهيار النهائي، حيث كشف الوثائقي عن اجتماعات متوترة في أروقة القصر الجمهوري.

 وفقاً للشهادات الحية التي جمعها فريق إعداد الوثائقي، فإن الضباط المقربين من الأسد بدؤوا يدركون حتمية النهاية مع تقدم قوات المعارضة واختراقها للخطوط الدفاعية التي طالما اعتبرها النظام حصينة. 

وأشارت المصادر إلى ما وصفته بـ"العشاء الأخير" الذي جمع الأسد بدائرته الضيقة، حيث اتخذ القرار النهائي بالهروب بعد تلقي تقارير استخباراتية تؤكد انهيار الجبهات الرئيسية.

وأوضح الوثائقي كيف أن تراكم الضغوط العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية أدى إلى تآكل قدرة النظام على الصمود. 

فبحسب شهادات القادة الميدانيين، تزامن انهيار معنويات الجيش النظامي مع انشقاقات كبيرة في صفوف الضباط وتخلي الحلفاء الإقليميين تدريجياً عن دعمهم الكامل للنظام. 

كما نقل الفيلم شهادات حول محاولات يائسة من الدائرة المقربة للأسد لإقناعه بالتفاوض، لكنه ظل يرفض الاعتراف بالواقع حتى اللحظات الأخيرة.

المعركة الحاسمة: كواليس لم تُروَ:

يكشف الوثائقي تفاصيل دقيقة عن المعركة الحاسمة التي أدت إلى سقوط العاصمة دمشق. 

ومن خلال مقابلات مع قادة عسكريين شاركوا في العمليات، يستعرض الفيلم استراتيجية متقنة نفذتها المعارضة المسلحة لاختراق الطوق الأمني حول القصر الجمهوري. 

وذكرت المصادر أن المفاجأة كانت في سرعة انهيار القوات الخاصة المكلفة بحماية النظام، بعد أن فقدت قيادتها المركزية وتعرضت لضربات نوعية أربكت منظومة الاتصالات والسيطرة.

ويصف أحد القادة الميدانيين في الوثائقي كيف أن "الهجوم المباغت من عدة محاور أحدث ارتباكاً هائلاً داخل أجهزة الأمن، مما أدى إلى فشل التنسيق بين وحدات الحرس الجمهوري والقوات المدافعة عن المطار". 

مشيراً إلى أن الساعات الأخيرة شهدت فوضى غير مسبوقة في أوساط النظام، مع تضارب الأوامر وعجز القيادة عن السيطرة على مجريات الأحداث. 

كما أضافت شهادات أخرى تفاصيل عن دور الاستخبارات في تسريب معلومات حيوية عن تحركات الأسد في اللحظات الأخيرة، مما سهل عملية تطويق مناطق نفوذه.

سيناريو الهروب: الرحلة الأخيرة

تكشف وثائق وشهادات حصرية عرضها الفيلم تفاصيل مثيرة عن الساعات الأخيرة قبل هروب الأسد.

 وفقاً للمصادر، فإن الرحلة بدأت في جنح الظلام عبر نفق سري يربط القصر الجمهوري بموقع احتياطي آمن، ثم استمرت برحلة محفوفة بالمخاطر عبر طرق فرعية كانت قد جُهزت مسبقاً لمثل هذا السيناريو. 

وصرح أحد المسؤولين السابقين في النظام بأن "الأسد غادر دون إخبار معظم أعضاء حكومته، تاركاً وراءه فوضى وارتباكاً في أوساط المقربين منه الذين اكتشفوا فجأة أنهم تُركوا لمواجهة مصيرهم".

وبالتفصيل، يروي الوثائقي كيف اقتصرت مرافقة الأسد على عدد محدود جداً من الحرس الشخصي وبعض أفراد عائلته، في حين تم تضليل باقي الدائرة الضيقة بمعلومات مغلوطة عن انتقاله إلى مقر بديل داخل دمشق. 

وتحدثت شهادات عن دراما الوصول إلى المطار، حيث كانت طائرة خاصة بانتظاره وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما كانت أصوات المعارك تقترب من محيط المطار. 

يُظهر الفيلم صوراً نادرة للحظات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة، حيث بدت علامات الارتباك والتوتر واضحة على وجوه المرافقين، في مشهد وصفه الوثائقي بأنه "نهاية عصر".

تشير الشهادات والتحليلات التي قدمها الوثائقي "رحيل بلا عودة" إلى أن سقوط نظام الأسد يمثل نقطة تحول تاريخية في المنطقة، مع تداعيات إقليمية ودولية لا يمكن التنبؤ بمداها. 

لقد كشفت اللحظات الأخيرة من عمر النظام عن هشاشة كانت تختبئ خلف واجهة القوة والتماسك، وأظهرت كيف يمكن للأنظمة الاستبدادية أن تنهار بسرعة حين تفقد ركائز استمرارها. 

ومع طي صفحة الأسد، تبدأ سوريا رحلة جديدة محفوفة بالتحديات والآمال، بينما يبقى مصير الرئيس الهارب محاطاً بغموض يترك الباب مفتوحاً أمام تكهنات المراقبين حول وجهته النهائية ومستقبله السياسي.

شارك الخبر