كشفت البيانات الرسمية لأسعار الصرف اليوم السبت 16 أغسطس 2025 عن فجوة مدمرة في قيمة الدولار الأمريكي بين المحافظات اليمنية، حيث يبلغ سعر الدولار في صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي ثلث قيمته في عدن مقر الحكومة المعترف بها دولياً، مما يضع ملايين اليمنيين أمام تحديات اقتصادية قاسية.
وفقاً للبيانات المحدثة، سجل الدولار الأمريكي في عدن سعر شراء 1618 ريال يمني مقابل 1633 ريال للبيع، بينما انخفض بشكل جذري في صنعاء ليصل إلى 535 ريال للشراء و540 ريال للبيع، مما يعني أن اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين يحصلون على ثلث القوة الشرائية مقارنة بنظرائهم في المناطق المحررة.
هذا التباين الصارخ يعكس حجم الانقسام الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ اندلاع الحرب، حيث تطبق جماعة الحوثي سياسات نقدية مختلفة تماماً عن تلك المعتمدة من البنك المركزي اليمني في عدن. ويواجه سكان المناطق الشمالية صعوبات بالغة في الحصول على العملة الصعبة، مما يؤثر على قدرتهم على استيراد السلع الأساسية والأدوية.
التداعيات الإنسانية لهذا الفارق تتجاوز المؤشرات الرقمية لتطال الحياة اليومية لملايين اليمنيين، فبينما يستطيع المواطن في عدن شراء سلع بقيمة 1633 ريال بدولار واحد، يحتاج نظيره في صنعاء إلى 540 ريال فقط لنفس الدولار، مما يخلق تفاوتاً حاداً في الأسعار والخدمات بين المنطقتين.
كما شهد أسعار الريال اليمني مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 16 - 8 - 2025 تقلبات ملحوظة، حيث سجل الريال اليمني مقابل الجنيه المصري معدل 0.2009 جنيه لكل ريال واحد، مما يعكس الضغوط المستمرة على العملة اليمنية في الأسواق الإقليمية.
ويحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار هذا التفاوت الحاد في أسعار الصرف قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في الأوضاع المعيشية، خاصة مع اعتماد اليمن الكبير على الواردات لتأمين احتياجاته من الغذاء والدواء والوقود، مؤكدين أن توحيد السياسات النقدية يمثل خطوة حاسمة نحو الاستقرار الاقتصادي المنشود.
