يواجه نادي النصر السعودي موقفاً معقداً في تعامله مع ملف البرتغالي أوتافيو مونتيرو، بعد رفض نادي أتلتيكو مدريد الإسباني دفع أي مبلغ مالي مقابل ضم اللاعب، في حين تتمسك إدارة النادي الرياضي بالحصول على تعويض مادي عن استثمارها الكبير في اللاعب الذي أصبح خارج حسابات المدرب خورخي خيسوس.
تكشف مصادر موثوقة أن النادي المدريدي يدرس إمكانية ضم أوتافيو وفق شرط واضح يتمثل في الاكتفاء بتحمل راتب اللاعب بعد انتقاله دون دفع رسوم انتقال. هذا الموقف يضع إدارة النصر أمام معضلة حقيقية، خاصة أن الصفقة الأصلية كانت من بين الأغلى في تاريخ النادي.
يدفع خروج أوتافيو من خطط المدرب البرتغالي إلى تسريع عملية البحث عن حلول مناسبة لجميع الأطراف. اللاعب ذاته يطالب بالحصول على جزء من رواتبه المتبقية قبل أي خطوة نحو الرحيل، ما يضيف تعقيداً إضافياً للمفاوضات الجارية مع النادي الإسباني.
تسعى إدارة النصر حالياً لإيجاد آليات تسويق فعالة للاعب تضمن عدم خسارة كامل الاستثمار المالي المرتبط بضمه. النادي يواجه ضغطاً متزايداً لاتخاذ قرار حاسم، خاصة مع اقتراب نهاية فترة الانتقالات الصيفية وحاجة الفريق لإعادة تنظيم صفوفه.
من جانبه، يرى المحللون أن أتلتيكو مدريد يطبق استراتيجية مالية صارمة تهدف للحصول على لاعب بمواصفات أوتافيو دون تحمل أعباء مالية إضافية كبيرة. النادي الإسباني يعتمد على رغبة اللاعب القوية في العودة للمنافسات الأوروبية كورقة ضغط في المفاوضات.
تتعقد الأمور أكثر مع تحديد موعد كأس السوبر السعودي المرتقب بين النصر والاتحاد، حيث يطالب بعض المراقبين بضرورة الاستفادة من خدمات أوتافيو في هذه المواجهة المهمة. هذا المطلب يأتي رغم وضع اللاعب الحالي خارج حسابات الجهاز الفني، ما يخلق تساؤلات حول إمكانية تجاهل الاعتبارات الفنية لصالح الاستفادة من استثمار النادي.
يواجه النصر خيارات محدودة في التعامل مع هذا الملف المعقد. الخيار الأول يتمثل في القبول بشروط أتلتيكو مدريد والتنازل عن أي تعويض مالي مقابل التخلص من عبء راتب اللاعب وإفساح المجال لصفقات جديدة. الخيار الثاني يكمن في انتظار عروض أخرى قد تكون أكثر جاذبية من الناحية المالية، لكنها قد لا تلبي رغبة اللاعب في العودة للدوري الأوروبي.
تشير التطورات الأخيرة إلى أن أوتافيو ذاته يتخذ خطوات تهدف للتأثير على مجريات المفاوضات، وإن لم تتضح طبيعة هذه الخطوات بشكل كامل. هذا السلوك يعكس رغبة اللاعب الملحة في حسم مستقبله قبل إغلاق باب الانتقالات، خاصة مع تراجع فرصه في المشاركة مع الفريق الحالي.
تتطلع جماهير النصر بقلق لمعرفة النتيجة النهائية لهذا الصراع، بين من يرى ضرورة التخلص من اللاعب لتوفير الموارد المالية، وبين من يعتقد أن أوتافيو لم يحصل على الفرصة الكاملة لإثبات قيمته الحقيقية. النقاش يمتد ليشمل تساؤلات حول استراتيجية النادي في إدارة الاستثمارات وتقييم العائد المتوقع من اللاعبين الأجانب.
يبقى عامل الوقت حاسماً في تحديد مصير هذه الصفقة، حيث تضغط نهاية فترة الانتقالات على جميع الأطراف لاتخاذ قرارات سريعة. المرونة في المفاوضات قد تكون المفتاح للوصول إلى حل يرضي النصر الذي يسعى لحماية استثماره، وأتلتيكو مدريد الذي يريد تعزيز صفوفه بأقل التكاليف، واللاعب الذي يتطلع لاستكمال مسيرته في بيئة تنافسية مناسبة لقدراته وطموحاته.
