أشعل سوق الانتقالات الصيفي في المملكة العربية السعودية بعاصفة من الصفقات التي أبرمها نادي النصر، حيث فجّر العالمي مفاجآت متتالية استحوذت على اهتمام متابعي كرة القدم المحلية والعالمية. تمكن النادي الرياضي من حسم ثلاث صفقات مدوّية خلال أيام قليلة، كانت أبرزها ضم النجم الفرنسي كينجسلي كومان من عملاق بايرن ميونخ الألماني بمبلغ قياسي وصل إلى 35 مليون دولار، بالإضافة إلى التعاقد مع المدافع الإسباني المخضرم إينيجو مارتينيز بصفقة انتقال حر من برشلونة.

كشفت مصادر قريبة من إدارة النصر أن الصفقة الأولى والأكثر إثارة تمثلت في التوقيع مع كومان، والذي سيحصل على راتب سنوي يتراوح بين 20 و25 مليون دولار ضمن عقد يمتد حتى عام 2028. هذه الخطوة جاءت تنفيذاً لرغبة صريحة من المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، الذي أصرّ على ضرورة تعزيز الخط الهجومي بلاعب من عيار كومان، صاحب السيرة الحافلة بالإنجازات والذي حقق 29 لقباً مختلفاً مع أنديته السابقة.

الصفقة الثانية التي هزّت أوساط المتابعين كانت انضمام إينيجو مارتينيز، الظهير الإسباني البالغ من العمر 34 عاماً، والذي وافق على الانتقال إلى الرياض دون مقابل مالي لناديه السابق برشلونة. مارتينيز، الذي ساهم في تحقيق البطولات المحلية الثلاث مع البارسا الموسم الماضي، سيلعب دوراً محورياً في تقوية الخط الخلفي للعالمي ضمن عقد يمتد حتى يونيو 2026.

غير أن إعلان النادي عن ضم مارتينيز أثار جدلاً واسعاً بين الجماهير، بعدما تضمن فيديو التقديم الرسمي عبارة "آخر صفقات النصر"، مما فتح باب التساؤلات حول ما إذا كان النادي سيوقف نشاطه في السوق الانتقالي أم أن العبارة تشير فقط إلى أحدث الصفقات المبرمة. الإعلامي عبد العزيز المريسل أكد عبر منصة إكس أن مارتينيز فعلاً "آخر صفقات النصر"، بينما تساءل الناقد هشام التميمي عما إذا كانت هذه العبارة تعني إغلاق ملف الأجانب نهائياً.

وفي خضمّ هذه التطورات، كشف الإعلامي الرياضي محمد البكيري عن مساعي النصر الحثيثة لخطف صفقة أحمد الجليدان، ظهير نادي الفتح، من قبضة نادي الاتحاد الذي يجري معه مفاوضات جدية. هذه المحاولة تأتي في توقيت حسّاس قبل مواجهة النصر والاتحاد في نصف نهائي كأس السوبر السعودي بمدينة هونج كونج، مما يضفي بعداً تكتيكياً إضافياً على هذه المنافسة.

الصفقة الثالثة التي أعلن عنها البكيري مؤخراً تمثلت في ضم اللاعب سعد الناصر بشكل رسمي، والذي سينضم إلى قائمة التعزيزات المحلية التي يسعى النادي من خلالها إلى تحقيق التوازن المطلوب بين النجوم الأجانب والمواهب المحلية. هذا التوجه يعكس استراتيجية النصر الشاملة لبناء فريق متكامل قادر على المنافسة على جميع الأصعدة المحلية والقارية.

تشهد هذه التحركات النشطة في سوق الانتقالات ردود فعل متباينة من جماهير النصر، فبينما يرحب البعض بهذه الصفقات النوعية التي تعزز من قوة الفريق، يعبر آخرون عن قلقهم من عدم معالجة بعض المراكز الحيوية في التشكيلة الأساسية. مشجعو العالمي يتطلعون بشغف إلى رؤية تأثير هذه الأسماء الجديدة على أداء الفريق في الموسم المقبل، خاصة مع وجود طموحات كبيرة لتحقيق البطولات المحلية والتألق في المنافسات القارية تحت قيادة المدرب جورجي جيسوس.