شهدت الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة عرض قطع أثرية يمنية نادرة في المزادات العامة، مما أثار القلق بشأن فقدان الذاكرة الحضارية لليمن. قُدّمت هذه القطع، التي تعود إلى مملكة سبأ، على شكل تماثيل لأب وابنته ويعود تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي، وقد عبرت إلى الخارج عبر قنوات البيع العلني.

أحد هذه القطع، شاهد قبر "معد كرب"، تم بيعه في نيويورك في ديسمبر 2003، بينما بيعت شاهدته "غثم" في دالاس عام 2008. وقد أعرب خبراء الآثار عن أسفهم لعدم تدخل السلطات اليمنية لحماية هذه الآثار التي تمثل وثائق تاريخية نادرة. وتكشف النقوش على هذه القطع عن شخصيات تاريخية بارزة مثل "معد كرب يعفر".

تلك المزادات تُظهر الثغرات القانونية التي تستغلها بعض الجهات لبيع هذه القطع، كما يظهر الاستهتار بالتحقق من مصدرها، إذ لم تقم المزادات بالتعاون مع السلطات اليمنية للتأكد من أصولها. وفي تعليقاته، أشار الخبير عبدالله محسن إلى معاناة الإرث اليمني وتعرضه للنهب والتهريب، مما يعمق جرح الهوية الثقافية للبلاد.

وفي سياق متصل، وُجّهت اتهامات لبعض القوى بالتحالف، بأنها تسعى لتدمير المواقع الأثرية في اليمن واستهداف البنى التحتية، بهدف تجريف الهوية الثقافية والحضارية للشعب اليمني، وفقًا لما ذكرته وزارة الثقافة والسياحة. يُظهر هذا الوضع الحاجة الملحة لتعزيز التعاون بين الجهات المعنية لحماية التراث الثقافي والحفاظ على التاريخ اليمني العريق.

آثار يمنية قديمة تباع في مزادات امريكا