كشفت مصادر مطلعة أن أسرة الطالب السعودي محمد القاسم استلمت جثمان ابنها الذي قُتل في بريطانيا، تمهيداً لنقله إلى المملكة غداً بعد إتمام الإجراءات القانونية المطلوبة. وأكدت المصادر أن عملية النقل تتم بالتنسيق الكامل مع السفارة السعودية في لندن والجهات المختصة البريطانية.
وفي تطور مفاجئ بالتحقيقات، كشفت مصادر قانونية بريطانية عن إلقاء القبض على مشتبه به ثانٍ يبلغ من العمر 50 عاماً، يُعتقد أنه قدم المساعدة للجاني الرئيسي في الجريمة التي هزت الأوساط السعودية والبريطانية. ولا يزال الرجل قيد الاحتجاز للتحقيق معه حول دوره المحتمل في حادثة مقتل القاسم البالغ من العمر 20 عاماً.
وكانت محكمة كامبريدج كراون عقدت الثلاثاء أولى جلسات الاستماع في القضية، حيث وُجهت تهمتا القتل وحيازة سكين في مكان عام للمتهم الرئيسي تشاز كوريجان البالغ من العمر 21 عاماً. وأنكر المتهم التهم الموجهة إليه، مدعياً أنه كان يدافع عن نفسه، فيما قررت المحكمة تأجيل نظر القضية إلى الثامن من سبتمبر المقبل.
ووقعت الجريمة مساء الجمعة الماضي في حديقة ميل بارك بجنوب مدينة كامبريدج، حيث وُجد القاسم مصاباً بجروح خطيرة نتيجة طعنات متعمدة، وتوفي في موقع الحادث رغم محاولات فرق الإسعاف إنقاذه. وكان الطالب السعودي يشارك في برنامج تدريبي لمدة عشرة أسابيع بمعهد إي أف الدولي للغات في كامبريدج.
من جهته، نعى وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة الطالب الراحل عبر حسابه على منصة إكس، واصفاً إياه بالشاب النبيه ذي الخلق الرفيع الذي عُرف ببره بوالديه وتطوعه في خدمة زوار الحرم المكي الشريف. وأضاف الربيعة أن "سيرته العطرة ستظل خالدة كشهادة على إخلاصه وكرم أخلاقه".
وتعمل السلطات البريطانية حالياً على فحص كافة الأدلة المتاحة، بما في ذلك تسجيلات كاميرات المراقبة وشهادات الشهود، في محاولة لكشف الدوافع الحقيقية وراء الجريمة وتحديد ما إذا كانت هناك أطراف أخرى متورطة. وتشير التحقيقات الأولية إلى عدم وجود دافع واضح للجريمة، مما يضفي مزيداً من الغموض على الواقعة.
ويُنتظر أن تُجرى عملية تشريح الجثمان خلال الأيام القليلة القادمة لتحديد السبب الدقيق للوفاة وجمع أدلة إضافية قد تساعد في التحقيق. وأثار الحادث موجة واسعة من التعاطف والاستنكار في الأوساط السعودية، وسط مطالبات بتوفير حماية أفضل للطلاب المبتعثين وضمان محاسبة الجناة.
وفي ظل هذه الأجواء المؤلمة، تترقب العائلة السعودية عودة جثمان ابنها إلى أرض الوطن، آملة أن تُنصف العدالة الضحية وتكشف كامل خيوط هذه الجريمة التي أثارت تفاعلاً شعبياً ورسمياً واسعاً في المملكة وبريطانيا.