شهدت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت اليوم احتجاجات غير مسبوقة، حيث قام عشرات المواطنين باقتحام مبنى إدارة السلطة المحلية في تطور لافت للأحداث التي تشهدها المدينة منذ عدة أيام.
بدأت الاحتجاجات بتجمع المئات من المواطنين، معظمهم من الشباب، في الساحات العامة، ثم تحولت إلى مسيرة حاشدة قطعت خلالها الطرقات المؤدية إلى وسط المدينة. المحتجون رددوا هتافات تندد بما وصفوه بـ"الفشل الإداري" و"الإهمال المتعمد" من قبل الجهات المسؤولة.
وتصاعدت حدة الاحتجاجات عندما توجه المتظاهرون نحو مبنى السلطة المحلية، وتمكنوا من اقتحامه بعد كسر البوابات الرئيسية. وقد رفعوا شعارات تطالب بـ"الإنقاذ الفوري للخدمات" و"إقالة القيادات المتعثرة" قبل أن ينسحبوا بعد ساعات من الاعتصام داخل المبنى.
وتأتي هذه الاحتجاجات التي لم يحدث مثلها من قبل في المدينة، على خلفية التردي الحاد في خدمات الكهرباء وانهيار شبه كامل في الخدمات العامة الأخرى، خصوصاً في قطاعات المياه والصحة والنظافة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة مما فاقم من معاناة السكان.
وفي أعقاب هذه الأحداث، عقدت اللجنة الأمنية العليا في حضرموت اجتماعاً طارئاً لبحث التداعيات، وقدمت وعوداً بإعادة تقييم أداء الشركات المشغلة للكهرباء ووضع خطط عاجلة لتحسين الوضع خلال الأيام القليلة المقبلة.
من جانبهم، دعا نشطاء وقيادات مجتمعية إلى فتح حوار عاجل مع الجهات المختصة، محذرين من أن استمرار تجاهل المطالب الشعبية قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.
