تتواصل في منطقة الجوف جهود المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها "وقاء" للكشف المبكر ومعالجة النخيل المصاب بسوسة النخيل الحمراء. هذه الجهود تعد محورية للحفاظ على سلامة المخزون الزراعي الاستراتيجي في المملكة، حيث تُشكل النخيل جزءًا أساسيًا من الهوية الزراعية المحلية. مع بدء العام 2025، تم تنفيذ برنامج فحص مكثف شمل 2,416,739 نخلة، حيث اعتمدت الفرق على تجهيزات حديثة وأحدث وسائل الفحص للكشف عن الإصابة. النتيجة كانت مدهشة، إذ أشارت إلى انخفاض معدل الإصابة إلى 0.1%، مما يعد إنجازًا ملحوظًا في ظل التحديات الزراعية القائمة.
وفقًا للمركز الوطني "وقاء"، تأتي هذه النتائج كنتيجة لخطة متكاملة وشاملة استهدفت القضاء التدريجي على سوسة النخيل الحمراء. تتضمن الخطة الكشف الفوري عن أي إصابات وتنفيذ المكافحة الفعالة باستخدام مركبات فوسفيد الألمونيوم في المناطق المتأثرة. هذه الجهود بدأت تؤتي أكلها، بفضل العمل الميداني الدؤوب الذي تقوم به الفرق المتخصصة في الكشف والمكافحة. علاوة على ذلك، يُعتبر توفير الدعم والخدمات المتكاملة للمزارعين ركيزة أساسية في نجاح الحملة، حيث لا يُنظر إلى المزارعين كشركاء فقط، بل كوكلاء طبيعيين في عملية الحفاظ على الثروة الزراعية.
في الحقيقة، يعتبر النجاح في تقليل نسبة الإصابة سابقة، لا سيما في منطقة ذات أهمية زراعية كبيرة مثل الجوف. هذا النجاح يجعل المزارعين أكثر تفاؤلًا بالمستقبل، ويزيد من دعمهم للجهود الحكومية في هذا الصدد. فيما تسعى "وقاء" لضمان تحسين التقنيات والأساليب المستخدمة، يبدو أن آفاق التطوير المستقبلي للمكافحة ضد سوسة النخيل الحمراء واعدة بفضل إلتزام الفرق الميدانية والمزارعين الإيجابي نحو تحقيق أهداف الخطة المشتركة.