تشهد منطقة الشرق الأوسط تباينًا حراريًا استثنائيًا يصل إلى 17 درجة مئوية بين المناطق المختلفة في السعودية ومصر، مما يفرض تحديات متنوعة على المواطنين والمقيمين في التأقلم مع هذه الظروف المناخية المتطرفة خلال فصل الصيف الحالي.
في المملكة العربية السعودية، كشف المركز الوطني للأرصاد عن تسجيل فوارق حرارية كبيرة بين المناطق، حيث سجلت المدينة المنورة أعلى درجة حرارة بـ46 مئوية، بينما حافظت أبها على أجواء معتدلة نسبيًا بـ29 درجة مئوية فقط. هذا التباين الحاد يضع السكان أمام ظروف جوية متضادة تمامًا في نفس البلد وخلال نفس اليوم.

العاصمة الرياض تواجه تحديات مناخية قاسية مع درجات حرارة تصل إلى 45 مئوية، مصحوبة برياح نشطة مثيرة للأتربة ونسبة رطوبة منخفضة جدًا تبلغ 15% فقط. هذه الظروف تخلق بيئة شديدة الجفاف تؤثر على الأنشطة اليومية وتتطلب احتياطات خاصة للحفاظ على الصحة العامة.
في المقابل، تتمتع المرتفعات الجنوبية الغربية بظروف مناخية أكثر اعتدالًا، حيث تسجل أبها نسبة رطوبة عالية تصل إلى 95% مع درجات حرارة معتدلة، مما يوفر راحة نسبية لسكان هذه المناطق مقارنة بالمناطق الوسطى والشمالية.
الوضع في مصر لا يختلف كثيرًا، حيث تواصل البلاد مواجهة موجة حارة مع تباينات إقليمية صارخة. سجلت أسوان، المدينة الجنوبية، درجة حرارة قصوى بلغت 49 مئوية، وهي من أعلى المعدلات المسجلة هذا الصيف، بينما حافظت الإسكندرية الساحلية على درجات حرارة أكثر اعتدالًا وصلت إلى 32 مئوية فقط.
هذا الفارق الحراري الذي يتجاوز 17 درجة بين شمال وجنوب مصر يعكس تأثير العوامل الجغرافية المختلفة، من الموقع الساحلي للمدن الشمالية إلى الطبيعة الصحراوية للمناطق الجنوبية. الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية أشارت إلى استمرار الموجة الحارة مع تحسن نسبي في بعض المناطق الشمالية.

التحديات العملية التي يواجهها السكان تختلف جذريًا بناءً على موقعهم الجغرافي. في المناطق الأشد حرارة مثل أسوان والمدينة المنورة، يُنصح بشدة بتجنب الخروج خلال ساعات الذروة من العاشرة صباحًا حتى الرابعة مساءً، مع ضرورة الإكثار من شرب المياه حتى دون الشعور بالعطش لتجنب الجفاف.
المناطق الساحلية في كلا البلدين تشهد ظروفًا أفضل نسبيًا، حيث سجلت جدة 40 درجة مئوية بنسبة رطوبة 80%، مما يجعل الحرارة المحسوسة أعلى من الفعلية لكنها تبقى أكثر احتمالًا من المناطق الداخلية الجافة. هذه الظروف تجعل المدن الساحلية ملاذًا نسبيًا للهروب من وطأة الحر الشديد.
التأثيرات الاقتصادية لهذا التباين الحراري تبدو واضحة في ارتفاع استهلاك الطاقة للتبريد في المناطق الأشد حرارة، بينما تستفيد المناطق المعتدلة من انخفاض تكاليف التكييف. هذا يخلق تباينًا في الأعباء المالية على الأسر والمؤسسات عبر المنطقة الواحدة، مما يؤثر على ميزانيات الطاقة الشهرية بشكل كبير.
الخبراء يحذرون من أن هذا التباين الحراري الحاد قد يؤثر على أنماط الطقس المستقبلية، خاصة مع توقعات بتقلبات جوية إضافية خلال الأيام القادمة. هذه التغيرات المناخية تتطلب مزيدًا من الحذر والاستعداد من جانب السكان والجهات المختصة لمواجهة التحديات الصحية والاقتصادية المرتبطة بها.