شهد صباح اليوم منزل الشيخ عبد المجيد الزنداني القيادي في التجمع اليمني للإصلاح لقاءً موسعا ضم علماء ومشائخ ووجهاء المحافظات الجنوبية والشرقية وتمثيل شامل لكل المحافظات وذلك لتدارس حول الأزمة الراهنة وتداعياتها الخطرة التي تحدق باليمن وفي اللقاء تحدث العديد من الضيوف خاصة فيما يجري في المحافظات الجنوبية وتجاوزات السلطة.
وفي عصر اليوم أكتظ منزل الشيخ صادق الأحمر بالعلماء والمشائخ والوجهاء من كل محافظات الجمهورية بكل توجهاتهم السياسية والشعبية , كما ضم اللقاء أعضاء من مجلس النواب والشورى والعديد من المسئولين وفي اللقاء الذي كان ضمن فعاليات منتدى الأحمر التي خصصت لمناقشة تداعيات الأحداث الأخيرة في المحافظات الجنوبية .
اللقاء الذي دعا إليه الشيخ عبد المجيد الزنداني والشيخ صادق الأحمر مبادرة ذاتية تهدف إلى وضع الحلول وآليات عملية للخروج باليمن من النفق المظلم كما عبر عن ذلك بعض الحضور .
وفي افتتاح الجلسة وصف الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر ما يجري في المحافظات الجنوبية بأنه شيء مؤسف ومحزن. وأكد - أن الوحدة اليمنية هي أكبر من أي مهاترات، داعيا إلى عدم جعل الوحدة محلا للعبث كونها منجزا عظيما. وقال: إن الوحدة ليست ملكا لأي شخص بل هي ملك لكل اليمنيين بكل مشاربهم وأطيافهم، معتبرا أن من الخطأ التكلم في الوحدة أو المساس بها. وفي جلسة المنتدى – التي شهدت حضورا نوعيا وواسعا - أجمع المشاركون من مختلف الأحزاب السياسية والمستقلين على وجود مشكلة في الجنوب يجب حلها، من خلال الحوار الوطني المسئول، وإيجاد شراكة حقيقية في الثروة والسلطة، وإيجاد حكم محلي واسع الصلاحيات.
وقال الأستاذ علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية – احد المتحدثين الرسميين - إن ما يحدث في الجنوب هو جزء مما يحدث في اليمن بشكل عام، معتبرا أن السبب الرئيسي والأساسي لما يحدث في الجنوب هو ما وصفه بالفساد الإستحلالي الذي لايكتفي باستحلال الثروة والأرض والمال العام، وإنما يتعدى ذلك إلى استحلال التاريخ والهوية وهو يحسبه حقا له – حد تعبيره. وأكد أن استحلال التاريخ والهوية ينتج عنه بالضرورة غضب شعبي وجماهيري واسع، كما أنه يخلق التطرف. ودعا حسن إلى إزالة الظلم والإحساس به، مطالبا مجلس النواب بأن يتولى مناقشة تقرير باصرة هلال كمدخل لتأكيد جدية ومصداقية معالجة المشاكل في المحافظات الجنوبية. وأشار إلى ضرورة فتح المجال للتواجد السياسي ليس للمؤتمر الشعبي العام أو اللقاء المشترك، وإنما لكافة الأحزاب على حد سواء أو أن يتاح لفروع الأحزاب في الجنوب أن تعمل على إيجاد الحلول وكيفية التعامل مع هذه القضية على أن ترفع للقيادات المركزية لإقرارها. أزمة هوية من جهته أكد الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء – متحدث رئيسي - أن ما يجري في الجنوب أعراض لأزمة هوية. واعتبر أن المشكلة تكمن في عدم تشخيص المشكلة أو إيجاد توصيف لها، مؤكدا أن العقل اليمني ما يزال عاجزا عن توصيف هذه المشكلة.
وقال: لدينا إشكالية هي أن هناك ثقافة هروبية لدى السلطة فهي لا تعترف بالأزمة، ولا تعترف بالفشل، فالممارسون السياسيون لديهم شعور أنهم لا يخطئون. وأضاف: العقل السياسي اليمني لديه إشكالية هي أنه يجعل من مقدمة الحدث أو الإنجاز غاية، وينسى ما بعد مرحلة الإنجاز. وطالب الظاهري بالتعامل مع الوحدة ليس كجغرافيا، وإنما بما تحقق للمواطن من كرامة، مؤكدا أن الوحدة ليست خطا أحمر فهي أقيمت برضا شعبي ومهرها ليس الدماء والقتل، وإنما دولة القانون والمؤسسات. واستطرد: النخبة الحاكمة عجزت عن دفع مهر الوحدة، فحولت الوحدة إلى شيء مقدس يحرم المساس به. وانتقد العقل السياسي اليمني، وقال: إنه يتسم بالشخصانية وغالبا ما يبدع في تقديم المبادرات للخارج في حين الأولى أن يقدمها للداخل، كما أن القدرة الاستجابية للحكومة اليمنية معدومة. وطالب الظاهري بالتوقف عن اختزال التكوين المجتمعي والإنتقال إلى الثقة السياسية.
وفي اللقاء تحدث العشرات وباستفاضة بحجم القضية والأزمة التي تعيشها اليمن , كما تحدث العديد من من أبناء المحافظات الجنوبية وبمرارة لما يجري في محافظاتهم من أخطاء فادحة تستدعي سرعة الحل والتدخل من العقلاء والحكماء من أبناء اليمن .
ونظرا لحجم القضية وتداعياتها المتسارعة أتفق الحضور على استئناف الجلسات يوم غد والتي سيخرج عنها بيان رسمي توضح الرؤية التي انبثق عنها اللقاء , والتي سيكون في طليعتها الدعوة إلى مؤتمر وطني شامل كما أتفق على اختيار " عالم وشيخ " من كل محافظة إضافة إلى كل التكوينات الهامة في كل محافظة من سياسيين ووجهاء ومنظمات مجتمع مدني على المشاركة في ذلك المؤتمر .
ومن المتوقع أن تشكل لجنة عن الملتقى لمقابلة رئيس الجمهورية وإطلاعه على الجهود الشعبية والرؤية التي ستقدم يوم غد في بيانها الرسمي .
تجدر الإشارة إلى اللقاء الذي دعا إلية الشيخ صادق الاحمروالشيخ عبد المجيد الزنداني سبقت الدعوة التي دعا إليها الرئيس علي عبد الله صالح يوم أمس في المؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام .
كما لخص موقع الشيخ الأحمر حديث أهم المتحدثين حيث أورد الأستاذ ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني
فقال أن هناك أزمة بكل مظاهرها السياسية والوطنية، فيما يجري الحديث عن مظاهر أزمة – حسب قوله. وأشار في مداخلته خلال المنتدى إلى الحاجة إلى تشخيص وتوصيف أعمق لهذه الأزمة، لأننا أمام وضع متفجر في جزء من الوطن كان في طليعة المدافعين عن الثورة اليمنية. واعتبر أن الأزمة تكمن في أن النظام السياسي لم يعد يستطيع أن يقدم أدوات غير الأدوات التقليدية في مواجهة الأزمة وهذه الأدوات تعكس حجم التناقض لديه، مشيرا إلى أن اليمن أصبحت تعاني من غياب الدولة الذي ألغى الشراكة الوطنية وأحضر بدلا عنها الولاءات. وأضاف: اليمن مرت بثلاث مراحل، وتتمثل في مرحلة التشطير والتي نتج عنها المشروع الوحدوي، والمرحلة الثانية مرحلة الوحدة الإندماجية وفشلت بالوصول إلى الحرب، والتجربة الحالية التي أنتجت الإنفصام الذي يعد أخطر من الإنفصال. ودعا نعمان إلى تسوية تؤمن العيش المتساوي، والعودة إلى حوار ينطلق من كل المساوئ التي عايشها اليمن خلال الثلاث المراحل السابقة. مفهوم مشترك لتشخيص
من جانبة قال الأستاذ/ عبدالوهاب الآنسي الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح :
إن ما يجمع الناس الآن هي المخاطر والمستقبل السيئ الذي يستشعرونه من خلال المؤشرات. وطالب الآنسي بأن يكون هناك مفهوم مشترك لتشخيص الأزمة الحالية، ماهي جذورها؟ وماهي المنتجات التي أنتجتها؟ وأين يكمن جذر المشكلة؟. وأضاف: لا بد من فهم مشترك للحلول، وليس صحيحا الحديث عن الحلول مباشرة إلى بعد معرفة المشكلة معرفة حقيقية، ومعرفة الآليات التي تحوِل هذه الحلول إلى واقع بعد دراستها دراسة معمقة. وأكد على ضرورة أن تكون هناك إرادة حقيقية ابتداء من السلطة السياسية، معتبرا أن السلطة السياسية تتحمل المسئولية لأننا كشعب لا نستطيع أن نصل إلى أهدافنا إذا ما تبنتها الدولة – حد تعبيره. وأضاف: الطريق المختصر هو أن تكون هناك وسائل لإقناع السلطة أو الدولة بأن تقوم بدورها المطلوب، فبدونها لن يكون هناك إلا طريق الشعب بحيث يتم مأسسته ليصبح قادرا على إنتاج السلطة بطريقة صحيحة. كما تحدث الدكتور أحمد الشاعر باسردة عميد كلية الإعلام الأسبق قائلا " إن المشكلة التي نسمعها اليوم في الجنوب تعود نشأتها إلى 2001 عندما بدأ الأخوة في المحافظات الجنوبية يشكون مشاكلهم، حيث تم تشكيل إطار ملتقى اسمه ملتقى الجنوب وأنشأ لهذا سبعة ملفات لكل محافظة ملف وملف سابع إضافي، وذهبنا إلى رئيس الجمهورية وتوقعنا من الرئيس أن يشكرنا أننا كشفنا له المشاكل في الجنوب، لكننا حينها تعرضنا للسب والشتم وقالوا إننا عملاء لبريطانيا وغيرها. وأضاف: قال أحد الأخوة للرئيس حينها سيأتي يوم تسمع أصوات لا ترضي، وأنا أقولها اليوم أنه إذا لم يبادر الرئيس لحل المشكلة فستدخل دول على الخط. واستطرد: أتفق أن الانفصال ليس حلا، ومشاكله كثيرة، ولو كان الانفصال حلا كنا قبل ذلك شطر شمالي وشطر جنوبي، مضيفا: هذا المخلوق الجميل المسمى الوحدة يتعرض الآن للموت. وانتقد باسردة الاشتراكي، وقال إن أي مشكلة يظهر فيها الحزب الإشتراكي تتعقد أكثر ففي عام 1967م عندما استقل الجنوب من الاحتلال البريطاني طرحت دولة النظام والقانون لكننا صحونا على القتل والتدمير. وأضاف: 350 نفس أزهقت منذ 72 إلى 1980 من القرن الماضي.. الاشتراكي لم يكن قادرا على حل مشاكلنا. وواصل: أي بلد يريد أن يتطور لا بد من ثلاثة عوامل تتمثل في الرؤية والتصميم والإمكانات، مؤكدا أن المسئولية ليست مسئولية القيادة فحسب وإنما مسئولية الكل. وأكد أن الجنوبيين ليسوا إنفصاليين، لكن هناك مظالم يجب أن تحل والحل الوحيد – بتأكيده – في إعطاء الوحدة مضمونها الحقيقي. الحل في الدستور الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان من جهته أكد أن جوهر المشكلة يكمن في عدم تطبيق دستور الوحدة الذي أعطى الحقوق كاملة لكل اليمنيين. وقال: دستورنا من أجمل الدساتير إلا أن هذا الدستور يتم مخالفته وفوق ذلك توضع قوانين ضد هذا الدستور، فمثلا الإنتخابات يؤكد الدستور على أن تكون نزيهة ولا يستخدم فيها المال العام فهل تم ذلك؟. وأضاف: الواقع غير ذلك فعندنا مجلس النواب الذي الأصل أنه يستدعي الحكومة لكن الآن أصبح العكس فالحكومة تستدعي مجلس النواب. وكشف الشيخ الزنداني أنه قبل أكثر من عام ونصف وفي اجتماع الهيئة العليا للإصلاح واللجنة العامة للمؤتمر الشعبي في دار الرئاسة قال إنه طالب الرئيس بالنظر في شكاوى أبناء الجنوب فأجاب عليه حينها أن المعلومات التي لديه غلط، مستطردا: بعد عام ونصف اكتشفت أن معلوماتي هي الصحيحة.
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |