يتميز مسجد نمرة التاريخي في منطقة عرفة بمكة المكرمة بخاصية فريدة تجعله مختلفاً عن جميع المساجد في المملكة العربية السعودية، حيث يستقبل المصلين لمدة يوم واحد فقط على مدار العام.
ويفتح هذا المسجد التاريخي أبوابه للمصلين خلال موسم الحج تحديداً في يوم الوقوف بعرفة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، حيث يؤدي فيه الحجاج الركن الأعظم من مناسك الحج.
يقع المسجد في قلب مشعر عرفة، وهو المكان الذي يتجمع فيه الحجيج لأداء ركن الوقوف بعرفة.
ويعتبر هذا المسجد من المعالم الدينية المهمة التي تشهد حضوراً كثيفاً خلال موسم الحج، حيث يحرص الحجاج على أداء صلاتي الظهر والعصر فيه جمعاً وقصراً.
ويرجع سبب فتح المسجد ليوم واحد فقط إلى ارتباطه بالموقع الزماني والمكاني لمناسك الحج، في حين يظل مغلقاً طوال بقية أيام السنة لعدم وجود حاجة لاستخدامه خارج موسم الحج.
الموقع والأهمية الدينية
يقع المسجد في الجهة الغربية من مشعر عرفات، ويمتد جزء منه إلى وادي عرنة، وهو وادٍ نهى النبي محمد ﷺ عن الوقوف فيه يوم عرفة، حيث قال: "وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة" .
ويُفتح المسجد أبوابه للحجاج يوم عرفة فقط، حيث يُلقي فيه خطيب الحجاج خطبة يوم عرفة، ويؤدى فيه صلاتا الظهر والعصر جمعًا وقصرًا اقتداءً بسنة النبي ﷺ
التاريخ والتسمية:
بُني المسجد في منتصف القرن الثاني الهجري، في بداية عهد الخلافة العباسية، في الموضع الذي خطب فيه النبي ﷺ في حجة الوداع . سُمي المسجد نسبةً إلى جبل نمرة القريب منه، ويُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل "مسجد إبراهيم الخليل" و"مسجد عرنة"
التوسعات والتطوير:
شهد المسجد عدة توسعات عبر العصور، وكان أكبرها في العهد السعودي، حيث بلغت تكلفة إعادة بنائه حوالي 237 مليون ريال سعودي، وأصبح بمساحة تزيد عن 110 آلاف متر مربع، ويتسع لحوالي 350 ألف مصلٍ.
ويحتوي المسجد على ست مآذن بارتفاع 60 مترًا لكل منها، وثلاث قباب، وعشرة مداخل رئيسية تضم 64 بابًا، بالإضافة إلى غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل خطبة وصلاة يوم عرفة مباشرة عبر الأقمار الصناعية.
ملاحظات هامة للحجاج:
نظرًا لأن جزءًا من المسجد يقع خارج حدود عرفات، يُنصح الحجاج بالتأكد من التواجد داخل حدود عرفات بعد صلاة الظهر والعصر، حيث أن الوقوف بعرفة هو ركن أساسي من أركان الحج، ولا يُحتسب الوقوف في وادي عرنة ضمن الوقوف بعرفة .