تشهد الساحة اليمنية جدلاً واسعًا حول وثيقة الزواج المثيرة للجدل التي أطلقتها جماعة الحوثيين، والتي يصفها كثيرون بأنها جزء من محاولة إحياء نظام طبقي قديم شكّل لعقود أساس الحكم في جزء من اليمن.
ووفقًا للكاتب والباحث السياسي عبدالله إسماعيل، فإن هذه الوثيقة ليست سوى امتداد لخطة أيديولوجية تسعى لإعادة رسم المجتمع وفقًا لانتماءات سلالية،
مشيرًا إلى أن الهيكل القيادي للجماعة يتركز في ما يُشار إليه بمسمى "آل البيت".
هذا الواقع الذي يعيد إلى الأذهان نظام الامتيازات الزيدي الهادوية الذي سيطر على البلاد قبل عقود من الثورة الجمهورية.
إسماعيل يشير إلى أن هذه العنصرية ليست جديدة، وإنما متجذرة منذ قرون في تاريخ اليمن، لتعود اليوم بحلة جديدة تحت غطاء الولاء الديني والطائفي، مما يثير المخاوف حول مستقبل البلاد وإمكانية تقويض قيم المواطنة المتساوية والمجتمع الجمهوري.
إن الخيارات أمام اليمنيين تبدو محدودة، فإما التمسك بمبادئ الجمهورية والمدنية أو القبول بالانزلاق إلى مستنقع العنصرية والطبقية.
ويدعو إسماعيل إلى ضرورة تعبئة الموقف الوطني للوقوف ضد هذه الأفكار الرجعية، مشددًا على أن السبيل الوحيد لضمان مستقبل مشرق لليمن يكمن في التمسك بمبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية.
التحديات أمام اليمن كبيرة، والتاريخ لن يرحم من يتخاذل في الدفاع عن قيم الجمهورية والمواطنة.
الآن هو الوقت للوقوف صفًا واحدًا لدعم اليمن الحديث، بعيدا عن الأحكام السلالية، نحو مستقبل يعمه السلام والعدالة.