كتب تاريخ الكرة السعودية فصلاً جديداً الأسبوع الماضي مع الانتهاء من مشروع توثيق شامل أعاد رسم خارطة البطولات المحلية بشكل كامل. هذا المشروع الضخم، الذي طال انتظاره بعد فشل محاولات عديدة سابقة، كشف عن حقائق ومعلومات غيَّرت من ترتيب الأندية في السجل الشرفي للبطولات السعودية. بعض الأندية استعادت أمجاداً منسية، بينما فقدت أخرى مكانة ظلت تتباهى بها لعقود طويلة، في عملية توثيقية تستند لمعايير دقيقة ومراجعة شاملة للسجلات التاريخية.
الاتحاد والهلال: النقاط البارزة والمراكز المحققة
كشفت وثائق المشروع، وفقاً لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط، عن تفرد نادي الاتحاد بكونه النادي الوحيد الذي شارك في جميع نسخ الدوري السعودي منذ انطلاقته. الأكثر إثارة أن "العميد" تمكن من الارتقاء إلى وصافة سجل أبطال الدوري بـ13 لقباً، متفوقاً على النصر صاحب الـ10 ألقاب، ومقلصاً الفارق مع المتصدر الهلال بعدما كان يمتلك ثمانية ألقاب فقط قبل عملية التوثيق.
وبالرغم من احتفاظ الهلال بصدارة قائمة أكثر الأندية تتويجاً بالدوري بـ21 لقباً، إلا أن التوثيق الرسمي أظهر أنه ليس البطل الأول للدوري كما كان يعتقد سابقاً، وأنه لم يشارك في كل نسخ المسابقة. غير أن "الزعيم" عزز مكانته التاريخية في سجل أبطال كأس الملك، ليحتفظ بلقب النادي الأكثر تحقيقاً للبطولات الكبرى رغم تراجعه في بعض الجوانب.
مكاسب الأهلي وخسائر النصر
أشارت نتائج المشروع إلى استفادة نادي الأهلي بشكل واضح من هذه المراجعة، حيث صعد إلى المركز الرابع في سجل أبطال الدوري برصيد تسعة ألقاب، ليصبح على بعد لقب واحد فقط من النصر صاحب المركز الثالث. فيما تكبد "العالمي" خسائر عدة في عملية التوثيق، منها خروجه من قائمة الأندية المشاركة في كل نسخ الدوري، وفقدانه لوصافة قائمة الأبطال لصالح الاتحاد، إضافة إلى اقتراب الأهلي منه بشكل يجعله مهدداً بفقدان مركزه الثالث في حال تمكن منافسه من إحراز لقب إضافي.
تاريخ مُنصف: نادي الوحدة والشباب
استعاد نادي الوحدة جزءاً من تاريخه المنسي، بعدما أكد التوثيق الرسمي أنه أول بطل للدوري السعودي، وأول من رفع كأس الملك عام 1966، ما أعاد له بعضاً من بريقه الذي ظل مغيباً لعقود. وبهذا الإنصاف التاريخي، حصل "العنابي" على اعتراف رسمي بإنجازات ظلت خارج دائرة الضوء لسنوات طويلة.
في المقابل، تعرض نادي الشباب لصدمة قوية بعد تراجعه من المركز الثالث إلى المركز الخامس في قائمة أبطال الدوري، مكتفياً بستة ألقاب، ليبتعد عن النصر صاحب المركز الثالث بفارق أربعة ألقاب. هذا التراجع يمثل نكسة للنادي الذي طالما تباهى بمكانته بين الأندية الكبرى في المملكة، حسبما أوضحت مصادر مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط.
يفتح مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية صفحة جديدة في المنافسات المحلية، حيث بات كل نادٍ يعرف موقعه الحقيقي في خارطة المجد. هذا المشروع الذي طال انتظاره سيؤسس لمرحلة أكثر شفافية، ويدفع الأندية للعمل على تحسين أرقامها التاريخية، ويقدم للأجيال القادمة سجلاً دقيقاً ومعترفاً به من الجميع، خصوصاً مع تزايد الاهتمام العالمي بالكرة السعودية في السنوات الأخيرة.