وتمت استعادة هذه القطعة من المواطن الأسترالي هيفن جريفتس الذي ولد في عدن، وكانت ضمن موروثات عائلته بعد أن حصل عليها والده كهدية تقديرية خلال فترة عمله في اليمن.
وتمثل هذه الاستعادة خطوة مهمة ضمن الجهود المتواصلة لاسترداد الإرث الحضاري اليمني الذي تعرض للنهب والتهريب عبر عقود.
تاريخ القطعة الأثرية واستعادتها:
وقد أفاد بيان صادر عن السفارة اليمنية في لندن أن السفير الدكتور ياسين سعيد نعمان تسلم شخصياً هذه القطعة النادرة من المواطن الأسترالي هيفن جريفتس الذي بادر بإعادتها إلى وطنها الأصلي.
فقد عمل جاريث سابقاً كضابط في سلاح الجو البريطاني في منطقة بيحان، وقام بمعالجة أحد أقارب الحاكم المحلي آنذاك، الذي قدم له هذه القطعة امتناناً لجهوده.
وبعد وفاة الأب، انتقلت القطعة بالوراثة إلى الابن هيفن الذي قرر لاحقاً إعادتها إلى موطنها الأصلي استجابة لمناشدات السفارة اليمنية.
أهمية هذه الخطوة في جهود استعادة الآثار:
وتؤكد السفارة في بيانها أن هذه الخطوة تندرج ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها لاسترداد جميع الآثار اليمنية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم.
وقد أعربت السفارة عن تقديرها البالغ لمبادرة هيفن جريفتس وتعاونه الإيجابي في إعادة هذه القطعة التاريخية القيّمة، معتبرة أن مثل هذه المبادرات تسهم بشكل كبير في الحفاظ على الهوية الثقافية اليمنية والتراث الإنساني.
التحديات التي تواجه الآثار اليمنية:
ويشير خبراء في علم الآثار إلى أن المتاحف والمواقع الأثرية اليمنية تعرضت لاستهداف ممنهج أدى إلى نهب واسع للقطع الأثرية والتاريخية.
وقد تزايدت عمليات تهريب الآثار اليمنية عبر الحدود بشكل ملحوظ، مما يهدد بضياع جزء ثمين من الذاكرة التاريخية للشعب اليمني.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدم استقرار الأوضاع الأمنية في اليمن يصعّب من مهمة حماية هذه المواقع والقطع الأثرية، مما يستدعي تضافر الجهود المحلية والدولية لوضع استراتيجيات فعالة لحماية هذا التراث الإنساني النادر والثمين من الضياع والاندثار.
وتسعى السفارة اليمنية في لندن، ضمن خطة عمل متكاملة، إلى تكثيف تواصلها مع المتاحف العالمية والمجموعات الخاصة التي قد تحتفظ بقطع أثرية يمنية، مع تعزيز التنسيق مع المنظمات الدولية المختصة مثل اليونسكو والإنتربول لتتبع ومصادرة الآثار المهربة.
وتبقى مسألة استعادة التراث الثقافي تحدياً مستمراً يتطلب وعياً مجتمعياً ودعماً دولياً متواصلاً لضمان عودة القطع الأثرية اليمنية إلى موطنها الأصلي، حيث تمثل شاهداً حياً على عراقة الحضارة اليمنية وتأثيرها في التاريخ الإنساني.
