تتجه المملكة العربية السعودية نحو مستقبل مروري أكثر أماناً مع تبنيها نظاماً إلكترونياً حديثاً يحمل اسم "فترونك ليزر" ليكون البديل المتطور لنظام "ساهر" التقليدي.
يأتي هذا التحول التقني الجديد في إطار جهود المملكة المستمرة لتطوير منظومة المرور وتعزيز الأمان على الطرقات، حيث يعتمد النظام الجديد على كاميرتين بدلاً من واحدة، مما يسمح برصد المخالفات بدقة متناهية ويقلل من إمكانية التحايل عليه.
التقنيات الحديثة في النظام الجديد:
يتمتع نظام "فترونك ليزر" بمميزات تقنية فريدة تجعله يتفوق بشكل كبير على سابقه "ساهر".
وحسب ما أفادت به الشركة السعودية للتحكم التقني والأمني الشامل المحدودة، فإن النظام الجديد يستخدم كاميرتين متطورتين في كل وحدة رصد، وهو ما يضمن التقاط التفاصيل بوضوح أكبر ودقة أعلى.
هذا التطوير يعد خطوة استراتيجية في مجال الضبط المروري، حيث يعتمد على تسجيل المخالفات بالفيديو وليس فقط الصور الثابتة، مما يوفر توثيقاً كاملاً للمخالفة ويقلل من احتمالية الخطأ في التشخيص.
وتجدر الإشارة إلى أن الرادارات المتحركة المستخدمة في النظام الجديد صُنعت في ألمانيا، وهي مصممة بمواصفات عالية الجودة تضمن الدقة والفعالية في رصد المخالفات.
هذه الرادارات قادرة على التكيف مع مختلف الظروف المرورية، سواء في الليل أو النهار أو في ظروف الطقس المتقلبة، مما يجعلها أكثر فاعلية من النظام السابق.
كما تتميز هذه التقنية الألمانية بقدرتها على رصد غير المتوقع من المخالفات وتوثيقها بسرعة وكفاءة عالية، مما يعزز من فرص تحقيق بيئة مرورية أكثر انضباطاً.
المخالفات المستهدفة بالنظام الجديد:
يركز النظام الجديد على مجموعة متنوعة من المخالفات المرورية التي تُعد من الأسباب الرئيسية لوقوع الحوادث على الطرقات السعودية.
فبالإضافة إلى رصد تجاوز السرعة المسموح بها، والذي كان محور نظام "ساهر" السابق، يستهدف "فترونك ليزر" مراقبة مسافة الأمان بين المركبات، حيث يشترط ألا تقل عن مترين.
وهذه الميزة تعالج إحدى أكثر المشكلات شيوعاً على الطرقات السريعة، والتي غالباً ما تؤدي إلى حوادث متسلسلة خطيرة.
وأوضحت مصادر مطلعة أن النظام لا يكتفي بذلك، بل يمتد ليشمل رصد مخالفات الشاحنات التي تتجاوز الخطوط الإلزامية، والتي تشكل خطراً كبيراً على سلامة المرور.
كما يتتبع النظام المخالفات الشائعة الأخرى مثل عدم ربط حزام الأمان واستخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة، وهي تصرفات تزيد بشكل كبير من احتمالية وقوع الحوادث.
ويهدف هذا النهج الشامل في رصد المخالفات، إلى تغيير سلوكيات القيادة السلبية وتعزيز ثقافة القيادة الآمنة بين السائقين.
كفاءة النظام الألماني في الرصد:
أظهرت التجارب الأولية للنظام الألماني كفاءة عالية في دقة رصد المخالفات، مما يجعله أداة فعالة في تحسين الانضباط المروري.
ويتميز نظام "فترونك ليزر" بقدرته على تغطية مساحات أوسع من الطرقات بعدد أقل من الأجهزة، وهو ما يقلل من التكاليف التشغيلية ويزيد من فعالية المنظومة ككل.
علاوة على ذلك، يقوم النظام بتسجيل كافة تفاصيل المخالفة بطريقة متطورة، مما يسهل عملية المراجعة والتحقق ويقلل من الاعتراضات على المخالفات.
ومما يزيد من قيمة النظام الجديد اعتماده على تقنية تصوير الفيديو التي توفر سجلاً متكاملاً للمخالفة، بدلاً من الاكتفاء بالصور الثابتة.
هذه الميزة تساعد في فهم سياق المخالفة بشكل أفضل وتقييم السلوكيات المرورية بصورة أشمل.
ويساهم هذا التطور التقني في توفير الوقت والجهد المبذول في إدارة المخالفات، مع ضمان العدالة والشفافية في تطبيق القانون المروري.
كما أن زيادة مستوى الردع للمخالفين من خلال دقة الرصد ستؤدي حتماً إلى تشجيع السائقين على الالتزام بالقوانين واللوائح المرورية.
يمثل تبني المملكة العربية السعودية لنظام "فترونك ليزر" خطوة مهمة نحو تحديث البنية التحتية المرورية وتعزيز السلامة على الطرقات.
فمع الاعتماد على تقنيات متطورة ألمانية الصنع، تسعى المملكة إلى خفض معدلات الحوادث المرورية وبناء ثقافة قيادة أكثر وعياً والتزاماً.
وهذا التطور يعكس التوجه المستمر للمملكة نحو تبني أحدث التقنيات في مختلف المجالات، وخاصة تلك المتعلقة بسلامة المواطنين والمقيمين، مما يبشر بمستقبل مروري أكثر أماناً وانضباطاً للجميع.