وسط الظروف الاستثنائية التي تعيشها محافظة تعز اليمنية، تبرز مبادرات إنسانية تعكس معدن الإنسان اليمني الأصيل.
في قصة ملهمة من قصص العطاء، قدم القاضي نشوان المجاهد نموذجاً فريداً للمسؤولية المجتمعية عندما تبرع بخمسين قصبة من أملاكه الخاصة لإنشاء مركز صحي في منطقة الدحي بمديرية المظفر.
هذه الخطوة النبيلة جاءت استجابة للنقص الحاد في الخدمات الصحية الذي يعاني منه السكان المحليون، مجسدة روح التضحية والإيثار في وقت تشتد فيه الحاجة إلى مثل هذه المبادرات الإنسانية.
مبادرة القاضي نشوان المجاهد:
عندما قرر القاضي نشوان المجاهد التبرع بجزء كبير من ممتلكاته الشخصية، كان يدرك تماماً أهمية هذه الخطوة في حياة أبناء منطقته.
يذكر أن تبرعه بخمسين قصبة من أراضيه يعكس عمق إحساسه بالمسؤولية تجاه المجتمع المحلي الذي ينتمي إليه.
ولم يكتفِ القاضي المجاهد بمجرد تقديم الأرض، بل رأى في مبادرته استثماراً حقيقياً في صحة المواطنين ورفاهيتهم، مسجلاً بذلك موقفاً نبيلاً يتجاوز حدود العمل القضائي ليصل إلى الإحسان والعطاء الإنساني.
ووفقاً للمصادر المحلية، فإن هذه المبادرة تمثل نموذجاً يحتذى به في زمن تشتد فيه الحاجة إلى التكافل الاجتماعي وتقاسم الأعباء بين أبناء الوطن الواحد.
أهمية المشروع الصحي في منطقة الدحي:
تقع منطقة الدحي بمديرية المظفر ضمن المناطق التي تعاني من نقص ملحوظ في المرافق الصحية الأساسية، الأمر الذي يضطر السكان للانتقال مسافات طويلة بحثاً عن الخدمات الطبية.
هذا الواقع جعل من إنشاء مركز صحي في المنطقة حاجة ملحة وأولوية قصوى.
وتشير التقديرات المحلية إلى أن المركز الصحي المزمع إنشاؤه سيوفر خدمات الرعاية الصحية الأولية لآلاف المواطنين، مما سيخفف معاناتهم ويقلل من تكاليف التنقل للحصول على العلاج.
وبالإضافة إلى ذلك، سيساهم المركز في تحسين المؤشرات الصحية العامة في المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بصحة الأم والطفل والوقاية من الأمراض المعدية التي تنتشر بسبب ضعف البنية الصحية.
ردود فعل المجتمع المحلي:
أثارت مبادرة القاضي نشوان المجاهد موجة من التقدير والامتنان بين أبناء المنطقة الذين طالما عانوا من صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية.
ويشير مراقبون محليون إلى أن هذه المبادرة قد أحدثت صدى إيجابياً تجاوز حدود منطقة الدحي ليصل إلى مختلف أرجاء محافظة تعز.
وعبّر العديد من وجهاء المنطقة عن فخرهم بهذا النموذج من العطاء، معتبرين أن مثل هذه الخطوات تمثل الطريق الأمثل للتغلب على التحديات التي تواجه المجتمع.
وفي هذا السياق، أشارت تقارير محلية إلى أن المبادرة قد فتحت الباب أمام مناقشات حول كيفية مساهمة القادرين في دعم البنى التحتية الضرورية، خاصة في القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم.
من المتوقع أن تترك مبادرة القاضي نشوان المجاهد أثراً عميقاً في نفوس أبناء المجتمع المحلي وأن تشكل نموذجاً ملهماً للعمل الخيري والمسؤولية المجتمعية.
وهذه الخطوة الاستثنائية تؤكد أن العمل الإنساني يبقى الجسر الأقوى للتواصل والتضامن بين أبناء المجتمع، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة.
وبينما تتواصل الجهود لإتمام إنشاء المركز الصحي، يأمل السكان المحليون أن تكون هذه المبادرة بداية لسلسلة من الأعمال المشابهة التي تساهم في تحسين واقعهم المعيشي وتعزز قيم التكافل الاجتماعي التي طالما تميز بها المجتمع اليمني.
