في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها اليمن، تتباين أسعار الذهب بشكل واضح بين عدن وصنعاء. هذا التفاوت يعكس الانقسام النقدي الحاصل في البلاد، حيث أدى وجود عملتين مختلفتين إلى تأثير مباشر على أسعار الذهب في المدينتين.

ففي حين ترتفع الأسعار في عدن، تظل مستقرة في صنعاء، مما يبرز تأثيرات الانقسام النقدي على الأسواق المحلية.

وفي هذا التقرير الخاص الذي أعده القسم الاقتصادي في "يمن برس"،

نرصد حالة الانقسام النقدي الحاصلة في اليمن وتأثيرها على أسعار الذهب، في كل من عدن والمحافظات المحررة الخاضعة لحكومة الشرعية المعترف بها دوليا،

وكذلك في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة سلطة الحوثيين، غير المعترف بها دولياً:

منذ بداية الصراع في اليمن، تحول النظام النقدي إلى نظام مزدوج، حيث يتم تداول عملتين مختلفتين في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

هذا الانقسام النقدي الكبير أدى إلى تفاوت كبير في أسعار الذهب بين عدن وصنعاء.

ففي عدن، حيث يتم تداول الطبعة الجديدة من العملة، ترتفع أسعار الذهب بشكل ملحوظ.

بينما في صنعاء، حيث تظل الطبعة القديمة من العملة هي السائدة، تبقى الأسعار أكثر استقرارًا،

ورغم حالة الانعدام شبه التام للسيولة النقدية من العملة القديمة ومعظم المتوفر منها أصبح تالفاً وغير قابل للتداول، إلا أن هذا الفارق في العملة يؤثر بشكل كبير على القوة الشرائية للمواطنين في كل منطقة.

ففي عدن، يشهد السوق حركة نشطة نتيجة للاستقرار النسبي وانفتاحه على الأسواق الخارجية، مما يعزز الطلب على الذهب.

بينما في صنعاء، حيث تعاني المدينة من حصار اقتصادي وشحة في السيولة النقدية، وتضييق في التعاملات، يبقى الطلب على الذهب محدودًا، مما يساهم في استقرار الأسعار.

أسعار الذهب في عدن:

تشهد مدينة عدن ارتفاعًا في أسعار الذهب،

حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 حوالي 202000 ريال يمني للشراء و217000 ريال يمني للبيع.

بينما يصل سعر جنيه الذهب إلى 1620000 ريال يمني للشراء و1650000 ريال يمني للبيع.

هذا الارتفاع يعكس النشاط الاقتصادي النسبي في المدينة، بالإضافة إلى تأثير تداول الطبعة الجديدة من العملة.

أسعار الذهب في صنعاء:

في المقابل، تظل أسعار الذهب في صنعاء مستقرة، حيث يبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 حوالي 44800 ريال يمني للشراء و47500 ريال يمني للبيع.

أما جنيه الذهب، فيتراوح سعره بين 361500 ريال يمني للشراء و367000 ريال يمني للبيع.

هذا الاستقرار يعكس الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المدينة، نتيجة للحصار المفروض عليها وتداول الطبعة القديمة من العملة.

ويعكس التفاوت في أسعار الذهب بين عدن وصنعاء تأثيرات الانقسام النقدي بشكل واضح.

ومع استمرار هذا الوضع، من المتوقع أن تستمر هذه الفروقات في المستقبل القريب، ما لم تحدث تغييرات جذرية في المشهد الاقتصادي والسياسي في اليمن.

وتبقى الأسواق في حالة ترقب، بانتظار أي تطورات قد تؤثر على أسعار الذهب في كلا المدينتين.