طالب محافظ مأرب اليمنية سلطان العرادة، يوم أمس الخميس، بضرورة تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لفك الحصار المفروض من قبل الحوثيين على مديرية العبدية منذ قرابة شهر.
جاء ذلك خلال لقاءه ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان في اليمن رينو ماري ديتال الذي يزور المحافظة حاليا، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
ووفق الوكالة، فإن اللقاء ناقش مستجدات الوضع الحقوقي والإنساني بالمحافظة والجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق المدنيين والنازحين في المحافظة، والتي كان آخرها جريمة قصف الحي الروضة الأحد الماضي بثلاثة صواريخ بالستية ما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال وإصابة خمسة أخرين وأربع نساء والعشرات من سكان المنازل في الحي الى جانب تدمير 12 منزلاً كلياً وجزئياً وثمان سيارات للمواطنين وغيرها من الأضرار في الممتلكات.
وأشار المحافظ العرادة، إلى الآثار الإنسانية الكارثية التي يخلفها حصار الحوثيين منذ 21 سبتمبر الماضي على مديرية العبدية وتعريض حياة سكانها البالغ 35 ألف نسمة أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
وطالب محافظ مأرب بالتحرك القوي والعاجل للمجتمع الدولي من أجل حماية المدنيين من خلال الضغط على الحوثيين لفتح الممرات الإنسانية الآمنة لسكان مديرية العبدية وامدادهم بالاحتياجات الأساسية والطارئة لإنقاذ حياتهم.
وفي وقت سباق، شددت المنظمات الأممية والدولية والاقليمية وشركائها من المنظمات المحلية العاملة في المجال الانساني، على ضرورة الاسراع في فتح ممرات آمنة الى مديرية العبدية المحاصرة جنوب محافظة مأرب من قبل الحوثيين، لتمكينها من ايصال المساعدات الطارئة لإنقاذ حياة سكان المديرية.
ويقاتل رجال القبائل في “العبدية” ضد توغل الحوثيين في مناطقهم، التي ستشكل منطلقاً جديداً في محاولات الحوثيين السيطرة على مدينة مأرب (مركز المحافظة الغنية بالنفط).
واستأنف الحوثيون مطلع فبراير/شباط تحرّكهم للسيطرة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش 2.8 مليون نازح. لكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم حيث يتلقون مقاومة كبيرة من الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.