أصبح سيسك فابريجاس، أحد أفضل لاعبي خط الوسط على مستوى أوروبا في القرن الحالي، أحد الأعمدة الأساسية لفريق موناكو بفضل خبرته داخل وخارج الملعب، وقد أكد خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية أنه بات يعرف بالفعل خطوته المقبلة "أرى نفسي مديرا فنيا خلال خمسة أعوام وأريد أن أكون مدربا على أعلى مستوى".
وفي مركز التدريب الخاص بالنادي الذي يقع في ضواحي إمارة موناكو على البحر المتوسط، أجرى بطل العالم مع منتخب إسبانيا (34 عاما) المقابلة التي تحدث فيها عن وضع برشلونة الحالي وهو الذي كان أحد ناشئيه، ووصول زميله السابق ليو ميسي إلى باريس سان جيرمان، ومنتخب إسبانيا، ودوره في موناكو الذي يواجه ريال سوسييداد في الدوري الأوروبي الخميس المقبل.
وبدأ فابريجاس حديثه بـ"أشعر بسعادة كبيرة وأشعر بالاهتمام هنا وأحب الجميع، هم فضوليون للغاية. لا زلت أرى أنني قادر على اللعب، لكن بالطبع لدي دور مختلف داخل وخارج المستطيل الأخضر"، في إشارة إلى متوسط أعمار لاعبي فريق الإمارة الفرنسية والذي يبلغ 24.3 عاما.
وكشف أن سفيان ديوب وأوريليان تشوميني ويوسف فوفانا وبنوا بادياشيل هم الأكثر فضولا بشأن مسيرته الكروية ومباريات بعينها خاضها، كما أنهم يسألونه عن رأيهم في المستوى الذي يقدمونه.
وعن فترة العامين ونصف التي قضاها مع موناكو، أحد أكبر أندية فرنسا والذي تجاوز لتوه فترة عصيبة، كشف "حققنا تقدما كبيرا العام الماضي بإنهاء الموسم في المركز الثالث تحت إمرة المدرب نيكو كوفاتش. لم تكن البداية هذا العام هي المثلى (بعد الفشل في التأهل للتشامبيونز ليج)، لكننا استعدنا شيئا فشيئا درب الانتصارات. نحن مسرورون باليوروبا ليج". رحيل ميسي
وحول ما إذا كان قد فوجئ برحيل ميسي عن برشلونة، أجاب "كل شيء قابل للتغيير في عالم كرة القدم وفي غضون ثوان. كان التغيير من نصيبه هذه المرة، وفعلت الشيء نفسه عدة مرات، هي لحظات في حياة المرء يجدر به تجاوزها على أفضل نحو. ليو فتى قوي للغاية ولديه مستوى فائق من التنافسية. لن يواجه مشكلات في التأقلم".
وبشأن مغادرة عدد من اللاعبين الكبار برشلونة بشكل مفاجئ، اعتبر أن ما حدث مع ميسي جاء نتيجة لعدم استقرار النادي، مشددا على أنه "سيظل أفضل لاعب في تاريخ النادي وهذا لن يتغير للأبد. يمكن إقامة حفل وداع آخر له حين يعتزل. ينبغي أن يرحل أساطير النادي بالشكل الذي يليق بهم نظرا لكل ما قدموه من أجل كرة القدم والفريق".
وقيم فابريجاس تجربة رحيله قبل سبعة أعوام والفترة التي قضاها في كامب نو بين 2011 و2014 قائلا "كانت تجربة رائعة. تتغير الكثير من الأشياء لأسباب عديدة في ثوان. لطالما كنت مستقلا، غادرت برشلونة وعمري 15 عاما. لم أكن بحاجة للشعور بالحماية كيف أدرك ما أريده. تغيير الأجواء لم يمثل مشكلة لي مطلقا".
وعن تحقيق البلوجرانا للفوز أخيرا مطلع الأسبوع الجاري 3-0 على ليفانتي ورأيه في الجيل الجديد من ناشئي لا ماسيا، قال لاعب الوسط المخضرم "من أجل تشكيل لاعب موهوب يجب أن تمنحه الفرص. أنا على ثقة من وجود مواهب واعدة في إسبانيا لكنها تهدر في الكثير من الأحيان".
وزاد: "لا يوجد قدر كاف من الصبر في كرة القدم. حظيت بمدرب هو آرسين فينجر الذي اعتمد علي وعمري 16 عاما. لن يفعل البارسا أي شيء من هذا القبيل في الظروف العادية. هناك جافي وعمره 17 عاما، شارك نيكو جونزاليس في مباراة الأحد، يوجد بيدري وبويج أيضا. هم أناس يمكنهم أن يعبروا بفريق كبير أوقاتا عصيبة".
مستقبل واعد
وبسؤاله حول اللاعب الذي يروق له من بينهم، أكد "الأمر لا يعتمد على من تحب مشاهدته، لكن جافي يتمتع بالثقة والإقدام وهو شيء غير مألوف لمن هم في عمره. يعدو ولديه نزعة هجومية، أرى أنه يتمتع بالإرادة لتحقيق شيء جيد. إذا واصلوا على هذا النحو فسينتظرهم مستقبل واعد".
وحول دوري الأبطال، الكأس الوحيد الذي يخلو منه سجل إنجازاته رغم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من رفع ذات الأذنين مع آرسنال في 2006 قبل أن يخسر أمام البارسا تحديدا، رد فابريجاس "لا توجد بطولة إلا ولعبت المباراة النهائية منها. رغم أنك خسرت التشامبيونزليج لكنك خضتها".
وتابع: "أتذكر نهائي 2006 حين خرجت في الدقيقة 75 وكنا متقدمين 1-0. كان بوسع تييري هنري تسجيل الهدف الثاني لكنه فرط في انفراد بفيكتور فالديز. غادرت الملعب وأنا بطل أوروبا. لاحقا تعادل صامويل إيتو بهدف من تسلل ثم اشترك بيليتي ولارسون في لعبة الهدف الثاني 2-1".
مدرب كبير
وأفصح فابريجاس أنه بعد خمسة أعوام سيكون "معتزلا ومدربا. أريد أن أكون مديرا فنيا على أعلى مستوى. لن أكرر خطأ البدء مبكرا للغاية في فرق كبيرة. وضع منهج يستغرق وقتا، رغم أنني بالطبع ونظرا لأسلوب لعبي أعرف بعض الشيء كيف وماذا أحب أن ألعب كمدرب".
وفي نفس النقطة، اعتبر فابريجاس أن المدربين الأبرز خلال آخر 20 عاما هم بيب جوارديولا وجوزيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي، مضيفا "حظيت بشرف العمل تحت إمرة اثنين منهما (جوارديولا في برشلونة ومورينيو في تشيلسي) وهما ضمن الأفضل، كما واجهت معهم الأفضل".
وبالتطرق إلى اللحظات التي لا تنسى بالنسبة له مع (لا روخا)، اعترف "احتفالات عارمة لم يسبق لي أن رأيت مثلها في مدريد، وليس مرة واحدة بل ثلاث (يورو 2008 ومونديال 2010 ويورو 2012).
وختم: "أما داخل الملعب فركلة الجزاء ضد إيطاليا في ربع نهائي 2008، وصناعة هدف إنييستا في نهائي 2010، والهدف الذي أهديته لسيلفا في نهائي 2012، وبالتأكيد ركلة الجزاء أمام البرتغال في نصف نهائي 2012".