الرئيسية / تقارير وحوارات / صراع هادي وصالح على قيادة المؤتمر يهدد بانهيار أكبر أحزاب اليمن
صراع هادي وصالح على قيادة المؤتمر يهدد بانهيار أكبر أحزاب اليمن

صراع هادي وصالح على قيادة المؤتمر يهدد بانهيار أكبر أحزاب اليمن

28 أغسطس 2012 05:58 مساء (يمن برس)
يعيش المؤتمر الشعبي العام في اليمن صراعات داخلية محتدمة هذه الأيام بين طرفي القيادة ، رئيس الحزب علي عبد الله صالح ورئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الذي يعد نائبا لرئيس الحزب وقائماً بأعمال أمينه العام.

ويسعى الرئيس هادي إلى الظفر بمنصب رئيس الحزب كونه أصبح رئيسا للجمهورية وتقضي التقاليد الحزبية للتنظيمات الحاكمة أن يتولى رئيس الجمهورية رئاسة الحزب ،ويغادر الرئيس السابق منصبه حال غادر الرئاسة.

ومضت أمس الأول الذكرى الثلاثين لتأسيس الحزب الذي شارك في إنشائه كل قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية الموجودة في الساحة اليمنية اليوم بما في ذلك الإخوان والتيارات القومية واليسارية.

وكان من المقرر أن يعقد الحزب مؤتمره العام الثامن أمس السبت غير أنه تأجل للمرة الثالثة بسبب الصراع داخل تكويناته بين داعم للرئيس هادي ومتعصب لبقاء علي صالح رئيسا للحزب.

شعبية صالح
يحظى صالح بشعبية كبيرة داخل المؤتمر الشعبي، حيث يقول قيادي في الحزب لـ "الشرق" إنه حال تم اللجوء إلى الانتخاب وأصر صالح على الترشح لمنصب رئيس الحزب فإنه سيفوز لشعبيته الطاغية داخل المؤتمر وتكويناته القيادية.

ودشن صالح حملته الانتخابية داخل الحزب خلال عيد الفطر المبارك حيث فتح منزله لاستقبال أنصاره الذي توافدوا إليه طوال أربعة أيام من كل مناطق اليمن في خطوة أعادت مجددا شعبيته إلى الواجهة بعد أن اعتقد الجميع أنه مات سياسيا وإلى الأبد.

ويعد صالح السياسي الوحيد في اليمن الذي لم يختف طوال شهر رمضان وعيد الفطر بل استقبل كل من طرق بابه في حين توارى كل السياسيين وقادة الأحزاب.

مغادرة الكوادر
تهدد الصراعات التي يعيشها الحزب منذ خروج صالح من الرئاسة بانهياره رغم أنه يعد أكثر التنظيمات السياسية شعبية في اليمن وأكثرها وجودا بين كل شرائح المجتمع لكونه حزبا وسطيا غير ذي بنية أيديولوجية كما هو حال الأحزاب الأخرى.

وبعد خروج صالح من الرئاسة والهجوم الشرس على الحزب وقياداته وجد الكثير من أنصار الحزب في الشمال من جماعة الحوثيين ملاذا لهم من شراسة الإخوان ضدهم، وفي الجنوب وجدت كوادر الحزب في الحراك الجنوبي أيضا ملاذا من الإخوان الذي يسعون بكل قوة لإنهاء الحزب وإلحاقه بالحزب الوطني المحلول في مصر. ويواجه الحزب تحديات وجودية كبيرة قد تكتب له نهاية مؤلمة بعد حكمه للبلاد قرابة ربع قرن في حال لم تتوجه قياداته إلى وضع مصلحة الحزب قبل رغبات الاستحواذ وإقصاء الآخر داخل تكويناته.

الحزب أقوى
لكن مصدرا مقربا من رئيس الحزب علي صالح قال لـ "الشرق" إن المؤتمر سيكون أقوى بعد أن امتلك حريته وتخلص من قيود السلطة، مؤكدا أن أعضاء وقواعد المؤتمر وقيادته سيظلون أوفياء لهذا الوطن محافظين على وحدته.

وقلل المصدر من الحديث عن وجود خلاف بين رئيس المؤتمر ورئيس الجمهورية، وقال إن المؤتمر الشعبي العام سيظل الرائد بقيادته وكوادره وأنصاره كما أسسه قائده ورئيسه عام 1982، معتبراً «أن الرئيس عبد ربه منصور هادي يعد شريكا أساسيا في قيادة المؤتمر، وأن المنشقين والمنتفعين تمادوا كثيراً في فسادهم الذي مارسوه على حساب سمعة المؤتمر وقائده المؤسس».

تجميد عضوية
من جانبه، قال مسؤول الإعلام التنظيمي في الحزب يحي نوري لـ «الشرق» إن فكرة تحويل المؤتمر الشعبي العام إلى حزب سياسي لا تعني بأي حال التخلي عن كافة أسسه وقواعده الفكرية والتنظيمية التي تعد رائدة في الحياة الحزبية اليمنية، وإنما تعني تطوير أدائه لزيادة رصيده.

فيما أوضح قيادي آخر في المؤتمر لـ "الشرق" أن كوادر وقيادات الحزب في جنوب اليمن تدرس تجميد عضويتها في الحزب بعد أن أظهر فتورا في التعاطي مع القضايا الوطنية ولم يحسم الخلافات داخل تكويناته حول قضايا عديدة.

*المصدر: صحيفة "الشرق السعودية "
شارك الخبر