توفي وزير الدفاع السوداني الجنرال جمال الدين عمر في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا.
ويعد الراحل الفريق جمال الدين عمر من بين أبرز وأقدم ضباط القوات المسلحة السودانية الموجودين في الخدمة العسكرية في الوقت الحالي.
تدرج جمال عمر، وهو دفعة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بالكلية الحربية، في سلم المؤسسة العسكرية إلى أن وصل إلى قيادة هيئة الاستخبارات، وهي أكثر المواقع حساسية في مؤسسة الجيش السوداني، ثم أمينا عاما لوزارة الدفاع.
ويقول زملاؤه في الجيش السوداني، إنه كان هادئًا وقليل الكلام ومن الصعب أن يفشي سرا، مما دفعهم لتسميته بالصامت وكاتم الأسرار، فضلا عن أنه كان ملمًا بتفاصيل العمل العسكري، وذو خلفية سياسية ساعدت على تكوين شخصية متميزة.
وينحدر الراحل الفريق أول ركن جمال الدين عمر إبراهيم، من منطقة حجر العسل نحو 70 كيلومترا شمال العاصمة الخرطوم، وتلقى تعليمه الإعدادي والثانوي بها قبل أن يلتحق بالكلية الحربية السودانية.
ومنذ تخرجه ضابطا ضمن الدفعة 31، ظل يخدم في القوات المسلحة السودانية، وتنقل بين الإدارات بوزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة، إلى أن وصل إلى منصب رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في مارس/آذار 2017م، قبل أن تتم إقالته وتعيين الجنرال مصطفى محمد مصطفى خلفا له.
وبحسب مقربين له، فإنه كان صديقا مقربا لوزير الدفاع السابق عوض بن عوف بحكم عملهما سويا لفترة طويلة في هيئة الاستخبارات العسكرية. وزامله في الكلية الحربية عبدالفتاح البرهان، ومدير المخابرات العامة أبوبكر دمبلاب، وعمر زين العابدين".
وبعد وصوله لرتبة لواء تمت إحالته للتقاعد عقب إقالته من هيئة الاستخبارات، ولكن رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان أعاده وقتها للخدمة في منتصف إبريل/نيسان الماضي وترقيته.
وفي 23 مايو/أيار الماضي، أصدر البرهان مرسوما دستوريا عين بموجبه جمال عمر عضوا بالمجلس العسكري الانتقالي ورئيسا للجنة الأمن والدفاع بعد ترقيته لرتبه فريق أول، وذلك خلفا للجنرال مصطفى محمد مصطفى، الذي تقدم باستقالته من المجلس.
ويرى مراقبون أن جمال عمر أدار لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري الانتقالي بحنكة وإقدار، وفي مرحلة أمنية بالغة التعقيد شهدها السودان، مما جعله مؤهلا لقيادة وزارة الدفاع.
يقول عنه الفريق المتقاعد في الجيش السوداني خليل محمد الصادق، "إنه كان الأجدار لقيادة وزارة الدفاع من بين العسكريين الحاليين، وأن اختياره كان موفقا، فهو ابن القوات المسلحة، والاستخبارات العسكرية".
وأضاف "خليل": "غالبية ضباط الاستخبارات العسكرية الذين ينتمي إليهم جمال عمر أذكياء وجديرون بإدارة أي مهمة في الدولة، فعوض ابن عوف الذي صعد لقمة السلطة في البلاد عقب إسقاط نظام البشير كان استخباراتيا".
وتابع: جمال عمر كان إنسانًا مطلعًا، وكان عسكريًا ملمًا بتفاصيل السياسة وفنونها، لذلك انطبقت فيه الصفات المطلوبة لأي وزير دفاع.
وجرى تعيين جمال عمر وزيرا للدفاع بعد ترشيحه هو ووزير الداخلية إدريس الطريفي من المكون العسكري بمجلس السيادة، وذلك حسب مقتضى الوثيقة الدستورية المبرمة مع قوى إعلان الحرية والتغيير.