الرئيسية / شؤون دولية / كل ما تريد أن تعرفه عن الرئيس الباكستاني "برويز مشرف"الذي حُكم اليوم عليه "بالإعدام"
كل ما تريد أن تعرفه عن الرئيس الباكستاني "برويز مشرف"الذي حُكم اليوم عليه "بالإعدام"

كل ما تريد أن تعرفه عن الرئيس الباكستاني "برويز مشرف"الذي حُكم اليوم عليه "بالإعدام"

17 ديسمبر 2019 05:30 مساء (يمن برس)
حظى الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف بسلطة مُطلقة وأحكم قبضته على بلاده بعد سيطرته عليها من خلال انقلاب عسكري عام 1999، ثم وصوله إلى سدة الرئاسة في عام 2001 حتى 2008، ليكون صاحب أطول فترة حكم في تاريخ باكستان، قبل أن يستقيل إثر تعرضه لهزيمة سياسية ساحقة وتلقيه تهديدات بالإقالة، إلى أن صدر ضده، اليوم الثلاثاء، حكم بالإعدام بتهمة الخيانة العُظمى.

أصدرت محكمة باكستانية خاصة مؤلفة من ثلاثة قضاء من بينهم رئيس المحكمة العُليا في بيشاور وقار أحمد سيث، اليوم الثلاثاء، حكمًا بالإعدام على الرئيس السابق مشرف لاتهامه بالخيانة العظمة بعد تعليقه دستور البلاد عام 2007.



أعلنت المحكمة الخاصة القرار في العاصمة إسلام آباد، بعد عدة أعوام من بدء محاكمة مشرف والذي يعيش في دبي، منفى اختياري، حيث توجه إليها لتلقي العلاج في مارس 2016 ولم يرجع إلى بلاده منذ ذلك الحين، لأسباب صحية وأمنية.

انقلاب عسكري

وُلد مشرف في مدينة نيودلهي عام 1943، قبل أربعة أعوام من تقسيم شبه القارة الهندية إلى الهند وباكستان، وبعد فترة وجيزة من التقسيم انتقل والديه إلى كراتشي، جنوب باكستان.

التحق بالأكاديمية العسكرية في باكستان في مطلع الستينيات، ثم انضم للجيش في عام 1964، وشارك في الحرب الأهلية الأفغانية، وجرى ترقيته حتى أصدر نواز شريف، رئيس الوزراء وقتذاك، قرارًا بتعيينه رئيس القوات المسلحة في التسعينيات.


إلا أن الود بين مشرف ونواز شريف لم يستمر طويلاً، فبعد أشهر من توليه رئاسة القوات المسلحة بدأت الخلافات تظهر بين المسؤولين الباكستانيين، وحاول على إثرها مشرف التخلص من رئيس الحكومة، ولكنه لم يستطع ما دفعه إلى قيادة انقلاب عسكري في عام 1999، أوصله إلى رأس السلطة، وأصدر قرارًا بوضع رئيس الوزراء قيد الإقامة الجبرية.

الرئيس البطل

تعامل الباكستانيون مع مشرف في الفترة الأولى من رئاسته باعتباره بطلا، خاصة وأن هذه الفترة شهدت نوعًا من الاستقرار الاقتصادي النسبي، وحرر الرئيس الجديد الأسواق وقام بعدة تحركات أحدثت طفرة اقتصادية استمرت لعدة سنوات.

كما شارك فيما يُطلق عليه "الحرب ضد الإرهاب" التي قامت بها الولايات المتحدة بعد غزو أفغانستان في عام 2001، عقب أحداث 11 سبتمبر، وقطع علاقته مع حركة طالبان الأفغانية، وسمح للولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) باستخدام الأراضي الباكستانية، وكذلك عزز التعاون الاستخباراتي والأمني مع واشنطن وحلفائها، وأذن لهم بشن هجمات جوية من بعض المناطق في بلاده.



نقطة تحول

قاد مشرف سلسلة من العمليات العسكرية ضد الجماعات المسلحة في الأراضي الباكستانية، وكثف تركيزه على المناطق القبلية غير الخاضعة للقانون، ولكنه اقترف خطأ كبيرًا عندم أمر القوات باقتحام المسجد الأحمر، أكبر مسجد في العاصمة الباكستانية، ما تسبب في مقتل العشرات.

وقعت الاشتباكات بين قوات الأمن الباكستانية والجماعات المسلحة في المسجد الأحمر، التي تزعم إسلام آباد أنها تعتنق أفكار طالبان المتشددة، وانتهت باقتحام الجيش للمسجد، ومقتل زعيم المتحصنين، وحوالي 56 من أنصاره، واستسلام الباقيين.



اشتعلت الأوضاع في باكستان بعد واقعة المسجد الأحمر، وقام المواطنون باحتجاجات واسعة تنديداً بمقتل 75 شخصا خلال الاقتحام، قالت السلطات إنهم كانوا من المسلحين.

ويرى محللون أن أوامر مشرف بهدم المسجد الأحمر واقتحامه دفعته من القمة إلى القاع، وربما كانت أحد الأسباب الرئيسية التي عجلت بانتهاء حكمه لاسيما وأنها قلبت المواطنين ضده، حتى أنه قال إن هذا القرار حوله من "بطل إلى صفر".

الخيانة العظمى

بالإضافة إلى واقعة المسجد الأحمر، فإن عام 2007 لم يكن عاماً سعيدًا بالنسبة للرئيس الباكستاني السابق، إذ أثارت تصرفات مشرف في نهاية السنة قلقًا في الأوساط السياسية، وكانت الحجة التي استندت عليها السلطات كي توجه إليه اتهامات بالخيانة العظمى. ففي نوفمبر من ذلك العام، فرض الرئيس الباكستاني السابق حالة الطوارئ، وعلق الدستور واحتجز كبار القادة السياسيين والقضاة، وحاول إقالة رئيس المحكمة العُليا وقتذاك افتخار محمد شودري، وهي الخطوة التي اعتبرتها المحكمة العُليا غير قانونية.

وانطلقت احتجاجات واسعة في باكستان على وقع هذه التصرفات التي اعتبرها كثيرون أحادية ومتطرفة، وندد محامون في جميع أنحاء البلاد بالقرارات، وانضم إليهم بعد فترة وجيزة أحزاب وجماعات سياسية.

وأصبحت الأمور أكثر سوءًا بعد حدوث ركود اقتصادي، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، ومع مرور الوقت اتسعت رقعة الاحتجاجات، وجرى تخيير مشرف ما بين الاستقالة أو الإقالة، فلم يجد سوى الاستقالة وانتظار مصيره.
شارك الخبر