عاش "أيقونة" نادي ريال مدريد الإسباني، الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو، في 2017 عاماً مُذهلاً، ليس على صعيد البطولات مع "الملكي" فحسب؛ بل يتعلق الأمر بتتويجه بمختلف الجوائز الفردية، حاصداً "الأخضر واليابس"، ورافضاً في الوقت ذاته أن يتقاسمها مع أحد.
نجم الكرة البرتغالية قاد نادي العاصمة الإسبانية للتتويج بـ "خماسية تاريخية" وغير مسبوقة في 2017؛ بعدما وضع "الملكي" قبضته على كؤوس الدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي، والسوبر الإسباني، فضلاً عن كأس العالم للأندية.
ولم يتوقع عشاق "اللعبة الشعبية الأولى في العالم" أن يقوم "صاروخ ماديرا" بـ "ريمونتادا" في السنوات القليلة الماضية، ليُعادل أرقام غريمه "البرغوث" الأرجنتيني ليونيل ميسي على صعيد الجوائز الفردية، بعدما اعتقد البعض بأن الأمر "شبه مستحيل"؛ في ظل تفوق "ليو" الكاسح قبل أعوام، لكن رونالدو أثبت أنه قادر على ذلك.
- الأفضل أوروبياً
بداية جوائز رونالدو في 2017 كانت من بوابة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي أعلن فوز رونالدو بجائزة "الأفضل" في القارة العجوز، للمرة الثانية توالياً، والثالثة في مسيرته الكروية، في الحفل الذي أُقيم في إمارة موناكو الفرنسية، على هامش قرعة دور المجموعات من "أمجد الكؤوس الأوروبية"، التي جرت أواخر أغسطس 2017.
ولم يكتفِ رونالدو بجائزة "الأفضل" في القارة الأوروبية؛ بل ظفر بجائزة أفضل مهاجم في النسخة الماضية من المسابقة الأوروبية العريقة (2016-2017)، التي توّج بلقبها نادي العاصمة الإسبانية ريال مدريد، على حساب يوفنتوس الإيطالي (4-1)، للمرة الـ 12 في تاريخه.
وتفوّق "الدون" البرتغالي على غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي (فاز بالجائزة مرتين)، وأسطورة الحراسة الإيطالية جان لويجي بوفون، الذي قاد فريق "السيدة العجوز" للتألق محلياً وبلوغ نهائي "الأميرة الأوروبية".
وساهم "CR7" بشدة في تتويج الملكي بلقب النسخة الماضية من "ذات الأذنين" للعام الثاني توالياً؛ إذ أحرز 12 هدفاً، فضلاً عن صناعة 6 أهداف أخرى خلال 13 مباراة، خاصة تلك التي سجّلها في شباك بايرن ميونيخ الألماني، وأتلتيكو مدريد الإسباني، ويوفنتوس الإيطالي، في الأدوار الإقصائية من البطولة القارية الشهيرة.
- "الأفضل" عالمياً بشهادة "الفيفا"
وأضاف نجم الكرة البرتغالية جائزة جديدة إلى سجلّ ألقابه وجوائزه الفردية؛ بتتويجه في 23 أكتوبر 2017 بجائزة "الأفضل" التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم، في حفل باهر أقيم بالعاصمة البريطانية لندن، وحضره كوكبة من أبرز لاعبي ومدربي "الساحرة المستديرة".
واستحدث "الفيفا" جائزة "الأفضل" في عام 2016؛ إثر فض الشراكة مع مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الرياضية المتخصصة، التي واصلت منح جائزتها المعروفة بـ "الكرة الذهبية".
وتفوّق "الدون" البرتغالي على غريمه ميسي، والبرازيلي نيمار دا سيلفا، الذي انتقل صيف هذا العام من برشلونة إلى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي، ليحتفظ "صاروخ ماديرا" بالجائزة الفردية للمرة الثانية على التوالي.
- الكرة الذهبية الخامسة
ولم يكتفِ نجم قلعة "سانتياغو برنابيو" بجائزتي الفيفا واليويفا؛ بل أكمل "الثلاثية" بتتويجه بـ "الكرة الذهبية" التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" لأفضل "لاعب في العالم" سنوياً، وذلك للمرة الخامسة في مسيرته الاحترافية.
وتّوج رونالدو بـ "الكرة الذهبية"، في 7 ديسمبر 2017، خلال احتفالية أُقيمت ببرج إيفل بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد تفوّقه على الثنائي ميسي ونيمار، وبات الفائز الـ 62 في تاريخ الجائزة الفردية الرفيعة.
كما عادل "الدون" البرتغالي الرقم القياسي الذي كان يملكه غريمه الأرجنتيني؛ حيث توّج الأول بالكرة الذهبية؛ أعوام 2008 بقميص مانشستر يونايتد الإنجليزي، و2013، و2014، و2016، و2017، بألوان ريال مدريد الإسباني.
ودأبت مجلة "فرانس فوتبول" على إهداء الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم منذ عام 1956، وكان أول من فاز بها هو السير ستانلي ماثيوس، أسطورة ساوثهامبتون ومنتخب إنجلترا.
- "الأفضل في التاريخ"
وعلى هامش فوزه بخامس كراته الذهبية، وصف رونالدو نفسه بأنه "أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم"، في تصريح أثار تفاعلاً وجدلاً واسعين على مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية.
وانقسم عشاق "اللعبة الشعبية الأولى في العالم" إلى قسمين؛ الأول يؤيّد بشدة ما ذهب إليه رونالدو، مستندين بذلك إلى أرقامه وألقابه وجوائزه الفردية مع مانشستر يونايتد وريال مدريد.
في الجهة المقابلة عارض الطرف الآخر تصريح "الدون" البرتغالي، لافتين إلى أنه لا يُمكن اختيار لاعب واحد بأنه "الأفضل" في تاريخ "الساحرة المستديرة، خاصة في ظل وجود عديد الأسماء التي يُنظر إليها بأنها "الأبرز" خلال حقبتها الكروية.
ولوضع حدٍّ لهذا الجدل الدائر منذ سنين طويلة، نشرت مجلة "FourFourTwo" البريطانية، صيف 2017، قائمة لأفضل 100 لاعب في التاريخ.
وتصدّر أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، دييغو أرماندو مارادونا، قائمة أفضل اللاعبين على مدار التاريخ، متفوّقاً على مواطنه ميسي، الذي صنع الأمجاد برفقة ناديه برشلونة.
وحل الأسطورة البرازيلية بيليه في المرتبة الثالثة، متقدّماً على الجناح الهولندي الطائر يوهان كرويف، الذي توفّي أواخر مارس 2016، بعد صراع طويل مع المرض.
وفي المرتبة الخامسة، ظهر نجم الكرة البرتغالية، كريستيانو رونالدو؛ بفضل ألقابه وبطولاته مع الأندية التي دافع عن ألوانها، إضافة لمنتخب بلاده، في حين جاء مدرّبه الحالي في ريال مدريد، الفرنسي زين الدين زيدان، في المرتبة الثامنة، بعدما قاد منتخب بلاده لبطولات قارية وعالمية من الوزن الثقيل.