موسى النمراني
أجل مهرجان أسعد الكامل السياحي ثلاث مرات منذ أن طرحت فكرة إقامته أواخر العام الماضي ووضعته وزارة السياحة في خطتها للعام الحالي كمحاكاة لمهرجان إب السياحي الذي شهد له الجميع بالنجاح .. ثلاث مرات من التأجيل ولم يقم في المرة الرابعة إلا حين شفعت له احتفالات بلادنا السعيدة بذكرى تولي الرئيس الصالح لمقاليد الحكم في ماكان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية ..غابت الشركات المتخصصة بتنظيم الفعاليات السياحية ورعايتها كما في مهرجان البلدة ومهرجان صيف صنعاء وصيفنا أحلى .. وعلى عجل أقيم المهرجان ورغم ما صرف له من نفقات إلا أنه بدا ركيكا ومحرجا للغاية .. نصف فعالياته المقررة أجلت إلى أجل غر مسمى أي أنها ألغيت وبعض فعالياته أقيمت على استحياء وبشكل رديء .
التنسيق فيما بين لجانه المختلفة بدا منعدما تماما وتنفيذ البرنامج حدث كإسقاط واجب يمكن أن يتم بأقل ما يمكن وباستثناء حفل التدشين ومعرض الكتاب ومعرض آخر غاب عنه التخصص وخلطت فيه المخطوطات القديمة والآثار النادرة بالعقيق اليماني بالمشغولات اليدوية بالفن التشكيلي بالمنتجات الصناعية بشكل مثير للارتباك جعل منه معرضا ليس له اسم وسمرة أحياها ثلاثة فنانين –باستثناء ذلك - فإنه يمكننا أن نقول أن لا شيء حدث غير هذه الأنشطة الثلاثة وحتى هذه الانشطة فقد اعتراها الخلل كما هو متوقع من اللجنة المعدة التي اهتمت بتوزيع المخصصات على بعضهم البعض ونسيت الغرض الذي رصدت له هذه المخصصات .. في اليوم الأول احتفل المهرجان بحفل التدشين الذي حضره رئيس الوزراء ووزراء وظهر فيه المحافظ بعد غياب طويل أثار قلق المواطنين حتى بحثوا عنه في برنامج نوح الطيور ولعل الشكر على ظهوره يوجه إلى الأخ محمد المحمدي وبرنامجه الإنساني الجميل .. أبدأ في سرد حكاية مهرجان أسعد الكامل بصباح يوم الخميس الأمن مرتبك للغاية والعسكر لايعرفون لماذا وضعوا في أماكنهم إلى حد أنهم منعوا كمرا الفضائية اليمنية من الدخول ومنعوا الصحفيين من اصطحاب الكمرات ظنا منهم أن ما في الداخل (فضيحة كالعادة) والأوامر كالعادة أيضا (ممنوع التصوير) وفي الداخل مخيم كبير أقيم بشكل مستعجل تهزه الرياح كما لو كان قاربا في بحر ولا مكان مؤمن من سقوط الخيمة سوى بضعة أمتار مغطاة بهنجر من الزنك خصصت لجلوس رئيس الوزراء ومن إليه وساحة العرض التي ستمر منها فرق الرقص الشعبي بعد قليل تتناثر فيها الكراتين والأكياس البلاستيكية والعلب الفارغة بالقرب من الجانب الأيسر للمنصة غرفة صغيرة مهدمة على سقفها أخشاب وحطب وأوساخ أخرى على بعد أمتار فقط من تمركز كمرا الفضائية ..فرق الرقص تمر الآن ولا يستطيع أي مصور مهما بلغ احترافه أن يلتقط صورة خاصة بفرقة من فرق الرقص لأن اللجنة المنظمة تحتل ساحة العرض وتسرح وتمرح كما لو كانت تؤدي هي الأخرى رقصة منفصلة .. وجديدة .. وبلا نسق محدد يمكننا أن نسميها رقصة الفوضى لا وقت محدد لبقاء فرق الرقص أمام الجمهور لتأدية رقصة محددة .. من استطاع أن يرقص فعل ومن سحبه العسكر من أمام المنصة فعليه أن يعد نفسه للرقص في العام القادم .. مع احتمال أن يتعرض للسحب مرة أخرى .. كل هذا لا يمكن أن يساوي ألم طفل كان يشارك في العرض جوزي بضربة من جندي برأسه جعلت دمه يجد طريقا إلى العالم الخارجي . وبحسب شهود عيان فقد نقل الطفل حينها إلى المستشفى .. بعد حفل التدشين توجه رئيس الوزراء لافتتاح المعرض سابق الذكر (معرض حوى كل فن) بينما توجه فريق الاعلاميين –عدا الفضائية- إلى المتحف الاقليمي لالتقاط الصور التذكارية مع أقل من عشرين قطعة أثرية معروضة بشكل غير آمن في صالة المتحف .. القطع الأهم موجودة الان في باريس بحسب تصريحات مصدر مسئول بالهيئة العامة للمتاحف والاثار بذمار الذي شكى من عصابات تخريب الآثار وتهريبها أيضا وشكى للصحفيين من وجود عصابات لتهريب الاثار تشارك في عرض آثار مسروقة في المعرض المقام ضمن نشاطات مهرجان أسعد الكامل !! وإمعانا في الفساد فإنه وبحسب تصريح نائب مدير الهيئة العامة للآثار يوجد شخص متهم بقضايا تهريب وتخريب ورغم ذلك منح غطاءا شرعيا يمكنه من خلاله أن يتاجر بالآثار من خلال فعاليات تنظمها الحكومة ومن خلال معرض يسمي بمعرض الرئيس الصالح ويواصل الحفر في المناطق الأثرية بشكل غير علمي ويدمر التماثيل التي يعثر عليها طمعا في العثور على ذهب بداخل التماثيل الأمر الذي يقوم به الكثير من الجهلة ما يؤدي إلى انطماس الذاكرة التأريخية للبلاد .
وقريبا من معرض الصالح معرض آخر يديره متنفذون ويعرضون فيه مخطوطات نادرة جدا لعلماء يمانيون اندرست آثارهم ولم يتبق لنا غير هذه المخطوطات المعروضة للبيع على رصيف المعرض لمن هب ودب .. أو لمن يدفع بالأصح .. مخطوطات العلماء ومقتنيات الحكام التي يجب أن تذهب إلى متاحف الدولة ومكتباتها تعرض للبيع في معرض تديره محافظة ذمار بالتعاون مع وزارة السياحة .. لا يمكن أن يحدث ذلك في أشد الدول تخلفا وأسوأها فسادا إداريا في العالم .
اللجنة الإعلامية متفرقون في فنادق المدينة لا يجدون مايجمعهم ولم توفر لهم اللجنة المعدة وسيلة مواصلات ولاحتى وزع عليهم برنامج المهرجان ..
اليوم الثاني من أيام المهرجان ليس أسعد حظا من سابقة .. فقد ألغيت الندوة التي كانت مقررة للحديث حول أعلام ذمار وافتتح فيه معرض الكتاب بعد أن أجل افتتاحه في اليوم الأول وألغيت رحلة كشفية وإعلامية إلى مصنعة ماريا بسبب زيارة مفاجئة لقائد الحرس الجمهوري .. لم يكن المعرض الهدف الأساس منها بل كانت الزيارة لمناسبة عائلية وعلى الطريق قام بزيارة للمعرض قلبت برامج المعدين رأسا على عقب وأصبح الجميع في شغل عن المهرجان بزيارة القائد وألغيت بقية الأنشطة المسائية في ذات اليوم من أجل المقيل مع القائد واختفت معالم المهرجان تماما .. مدير مكتب الإعلام بالمحافظة أصبح في عداد المفقودين جواله مقفل ومكانه مجهول وبقية اللجنة المنظمة لم يجدهم أحد ليعلم منهم أين سيكون النشاط التالي .. النشاط التالي الذي لم يحدث بعد .
. ولم يكن في المهرجان مايمكن أن نسميه يوم ثالث او يوم رابع لأن شيئا لم يحدث سوى أخبار قرأناها في موقع وكالة الأنباء سبأ وموقع المؤتمر الأول عن بقية الأنشطة أرسله مراسل سبأ في ذمار وهو نفس الشخص مدير مكتب الاعلام بالمحافظة وهو نفس الشخص الذي أقفل جواله ولم يجده أحد إلا عبر خبر كاذب يغطي به سوأة ماحدث والثاني كان عبارة عن نكته ظريفة أرسلها مراسل موقع المؤتمر نت في ذمار يتحدث فيها عن توزيع أراضي للمستثمرين في ذمار .. وهو نفس المراسل الذي أرسل قبل يومين خبر إعلان هدنة لمدة شهرين بين قبيلتين توشكان على سفك الدماء في شوارع المدينة ..
. وهنا نقرأ المهرجان بمقارنة ماحدث مع ما كان متوقعا فقد كان متوقعا بحسب الخبر الذي أورده الموقع الرسمي لصحيفة الثورة(ويهدف المهرجان الذي يستمر خلال الفترة 26-29 من الشهر الجاري إلى التعريف بالمواقع الأثرية والمقومات السياحية والطبيعية التي تزخر بها المحافظة.حيث سيتخلل المهرجان العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والسياحية والمسابقات الثقافية.) فإن ماحدث هو أمر آخر تماما فالأوبريت الذي أعدته جمعية المنشدين بذمار لم يحصلوا على حقوقهم المادية بعد كما أن اللجنة المعدة لم تكمل تعهدها لهم بتصوير كليب قصصي مع الأوبريت كما أن مسابقة ثقافية لم يتحدث عنها أحد ولم تحدث ولم يحدث أن تعاقدت اللجنة المنظمة مع شركة متخصصة بتفويج السياح وإن حدث أنها تعاقدت فإن سائحا واحدا لم يزر ذمار ضمن فوج سياحي خاص بأسعد الكامل أبدا طيلة الأربعة الأيام التي كان مخططا أن يحدث فيها المهرجان وبقراءة سريعة لما توقعه مراسل نيوز يمن عن فعاليات المهرجان بحسب ما علمه من منظميه نحس بغصة وألم ..( جدير ذكره أن مهرجان "أسعد الكامل" والذي تستمر فعالياته على مدى أربعة أيام، ترافقه فعاليات ثقافية وفنية ورياضية وسباق للخيول ومعارض للموروث الشعبي والمنتجات من الأشغال اليدوية، إضافة إلى تنفيذ فعاليات حفلات فنية و كرنفالية لعدد من الفنانين اليمنيين وفرقة وزارة الثقافة والفرق الفنية للمحافظة وتنظيم زيارات للوفود السياحية إلى عديد من المواقع السياحية والأثرية في محافظة ذمار، إضافة إلى إقامة ندوة عن أعلام ذمار والتاريخ والآثار وآفاق الاستثمار السياحي فيها.) نحس الان بألم شديد على مهرجان استخدم عنوانا فقط انتهى بعد تدشينه بوليمة غداء وجلسة قات .. لا أكثر
أعد المنظمون برنامجا أوليا لما يجب أن يقال عن فعاليات المهرجان .. طبعوا منه عشرين نسخة وزعت على أنفسهم ثم بناءا على ما كان متوقعا راسلوا محطات الاعلام التي يعملون معها ومع كل خبر فضيحة.. فأخبار مهرجان أسعد الكاذبة كلها جاءت نصوصا بدون صور .. كلها مجرد أخبار تصلح للكذب على مستمعي إذاعة صنعاء فقط بعكس ما يحدث في مهرجان صيف صنعاء ومهرجان البلدة الذين تطغى صورهما على كل الأحداث في البلاد
نكتشف كم نحن مقصرون في قراءة الأنشطة التي تقيمها الدولة ومحاكمتها ونقدها .. ونكتشف كم نحن مشتركون في الفساد الذي يوشك أن يغتالنا تماما مشتركون بالصبر و بالصمت والتهريج .. مشتركون
إن الكثير من مظاهر الفساد يلجأ أصحابها إلى التدثر بالولاء للرئيس في التهرب من المساءلة والاستهزاء بهيبة القانون من خلال تمرير الفساد من خلال تلميعه بمديح الرئيس على غرار ماحدث في مهرجان تدشين المهرجان من احتفاء بالرئيس بدلا من الاحتفاء بأسعد الكامل كقيمة تأريخية علينا أن نحترمها ونرتفع بها عن تشبيهها بما يحدث حاليا دون مساس بشخص الرئيس لا مدحا ولاقدحا غير أن كثير ا من الأيادي المنغمسة في الفساد والأيادي التي تنوي الانغماس فيه تحس أنها بحاجة إلى ركن شديد تلوذ به لا يمكن أن يكون غير إسم الرئيس وهو نفس ماحدث في حالة الركن الذي يقيمه شخص متهم بتخريب المواقع الأثرية والمتاجرة بها حين سمى ركنه بركن الرئيس الصالح .. هذه التصرفات مطروحة الان أمام شخص الرئيس إن كان يرضى بأن يستخدم اسمه كواقي في كل الحالات المشبوهة ؟ إن ماحدث في مهرجان أسعد الكامل جريمة يجب أن يعاقب مرتكبوها ليكونوا عبرة لمن ينوي أن يسير على خطاهم وحتى لا يصيب قطاع السياحة الشلل الذي يصيب الكثير من مرافق الدولة الاقتصادية وعلى مجلس النواب والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة أن يقوما بواجبهما في محاسبة الفاسدين والمتسببين في فشل مهرجان بهذا الحجم وتضييع فرصة مهمة لمحافظة ذمار في تقديم ما تزخر به من مقومات ناجحة للسياحة بمختلف أنواعها وإن على كل الجهات المعنية بما فيها رئيس الجمهورية الوقوف بجد أمام ماحدث في هذا المهرجان وتقديم المتسببين في فشله إلى القضاء .
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |