ضجّت وسائل الإعلام اليمنية المختلفة بأنباء عن قرب انتهاء عصر الصحافة الورقية في البلاد، وحذرت من نتائج الأزمة التي تشهدها أكشاك بيع الصحف الورقية في اليمن، المهددة بالغلق لعدم مقدرة أصحابها على دفع الإيجارات المتأخرة عليهم لملاك العقارات بعد توقف العمل نتيجة غياب الصحف الورقية التي أوقفها الحوثيون.
وقال عدد من أصحاب محلات بيع الصحف الورقية في اليمن إنهم “تلقوا خطابات من ملاك العقارات تنذرهم بالطرد، مع تسديد مستحقات الإيجارات المتأخرة عليهم”.
وأشار صحافيون يمنيون إلى أن الصحف الورقية في اليمن تتجه نحو الانقراض بعد تراجع حرية الصحافة في اليمن بسبب إغلاق الكثير من وسائل الإعلام والصحف الورقية من قبل الحوثيين، ما يعتبر مجزرة بحق الإعلام في اليمن.
وأضافوا أن بقاء بعض الصحف الناطقة باسم ميليشيا الحوثي وصالح سارية الطباعة والنشر، غير أنها تواجه مقاطعة شديدة من القارئ اليمني الذي بات مدركا لما يقوم به من تضليل.
وقال أحد صحافيي "يمن تايمز"، الصحيفة نصف الأسبوعية الناطقة باللغة الإنكليزية، إنّها كانت المتضرر الأكبر من بين الصحف الورقية، بسبب وصول صوتها إلى المنظمات الحقوقية الدولية، وامتلاكها مطبعة خاصة بها ولعدد من الصحف المحلية التي توقفت جميعها، بعد أن انتهى الأمر بتهديد الحوثيين بإغلاق كافة أقسام مؤسسة "يمن تايمز" الإعلامية التي تضم إلى جانب الصحيفة والمطبعة مجلة "الأسرة" و"التنمية" وراديو "يمن تايمز" ومنتدى القرن الحادي والعشرين.
واعتبر الصحافيون أن حال الصحافة الورقية لم يصل إلى هذا الوضع، منذ ولادة العصر الذهبي لها عقب الوحدة اليمنية في العام 1990، حين كانت المسيطرة على باقي أنماط الصحافة الأخرى.
وكانت الساحة الإعلامية اليمنية قد شهدت انتعاشا كبيرا، بعد سقوط نظام المخلوع علي عبدالله صالح، حيث ارتفع عدد الصحف إلى 260 منها 38 حكومية و160 مستقلة و45 حزبية.
وقدر المسؤول بموقع "صحافة نت" يسري الأثوري نمو عدد المواقع الإخبارية الإلكترونية بأكثر من 300 بسبب تنامي الإعلانات التجارية، قبل أن يقوم الحوثيون بحجب العشرات منها.
وناهضت الصحف اليمنية انقلاب الحوثيين، الذين قاموا بإغلاق معظم الصحف الأسبوعية وجميع اليوميات، باستثناء صدور متعثر لـ"اليمن اليوم" التابعة لصالح، بينما ظهرت صحيفة "الثورة" التي تسيطر عليها الجماعة بجودة محتوى ضعيفة وخامات طباعية وورقية شديدة الرداءة، لينحصر انتشارها في صنعاء فقط من خلال ألف نسخة فقط بدلا من 19 ألفا، وصحيفة “الجمهورية” التي انحصرت داخل مدينة تعز في 500 نسخة فقط بدلا من 10 آلاف.
وتسبب سوء الإدارة وسلب الموظفين حقوقهم في تدهور صحيفة "الثورة"، بينما تسببت حربهم في تدهور صحيفة الجمهورية في تعز وإغلاق "14 أكتوبر" في عدن.
واقتحم مسلحو الحوثي مقرات العشرات من وسائل الإعلام ومنها يوميات “مأرب برس"″و"المصدر" و"أخبار اليوم"، وقاموا بنهبها واعتقال عامليها وفرار كوادرها خارج اليمن وداخلها. أما صحيفتا "الأولى" و"الشارع" فلم تجرؤا على إبداء أي أسباب وراء إغلاقهما.
وبالنسبة إلى الصحف الأسبوعية، سواء المستقلة أو الحزبية، فتعود أسباب توقف العشرات منها إلى اقتحام الحوثيين لمقراتها أو المطابع التي تطبع نسخها فيها، مثل مطابع "مؤسسة الشموع للصحافة" أو منعهما من الطباعة فيها مثل مطابع “مؤسسة الثورة للصحافة” أو تهديد سلامة موظفيها مثل مطابع "مؤسسة يمن تايمز".
ويوما بعد يوم تزداد الصورة قتامة، إذ باتت صنعاء مدينة خالية من الصحافيين وبخاصة مراسلي وسائل الإعلام الدولية، ومن دون وسائل إعلام محلية باستثناء الصحافيين الموالين للقوى المسيطرة على الحكم، وبات الصحافي اليمني واحدا من ثلاثة: إما فارا ونازحا وملاحقا أمنيا، وإما مختطفا ومغيبا في سجون الميليشيا، وإما متعطلا ومتوقفا عن العمل.
وأعرب صحافي يمني عن أسفه لما آل إليه واقع الصحف، وقال: يكفي التوقف أمام إحدى المكتبات لمعرفة مدى المحنة التي تمر بها الصحافة اليمنية، فمن بين أكثر من مئة صحيفة، يومية أو أسبوعية منتظمة، لم تعد تصدر في صنعاء مؤخرا سوى صحيفة يومية أهلية واحدة هي صحيفة "اليمن اليوم" التابعة لنجل صالح المتحالف مع الحوثيين، وعدد قليل من الصحف الأسبوعية التابعة أو الموالية لجماعة الحوثيين، إلى جانب الصحف اليومية الحكومية التي يسيطر عليها الحوثيون أبرزها "يومية الثورة".
واعتبر عضو مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين نبيل الأسيدي، أن هذه المرحلة "من أسوأ المراحل التي مر بها الوسط الصحافي في اليمن"، موضحا أنه "طوال العقود السابقة من عمر العمل الصحافي في اليمن، لم يصل عدد القتلى من الصحافيين إلى ما وصل إليه خلال العام الماضي فقط، كما أنه لم يحدث أن تعرض هذا الكم الكبير من الصحافيين إلى الاختطاف في ظرف عام واحد".
وقال إنه "لم تعد هناك صحافة في اليمن، بعد أن أغلقت الميليشيات كافة وسائل الإعلام الحزبية والأهلية المعارضة لها"، مشيرا إلى أن الانقلابيين اقتحموا ونهبوا وأغلقوا أكثر من 70 وسيلة إعلامية، معظمها مواقع إخبارية.
وكشف الأسيدي عن "تسريح أكثر من 300 صحافي وعامل في إذاعة صنعاء الحكومية بعد احتلالها مباشرة، كما أنه تم تغيير كافة القيادات الإعلامية السابقة لتحل محلها قيادات أخرى تابعة أو موالية للميليشيات في كافة وسائل الإعلام الحكومية المحتلة من قبلهم"، على حد تعبيره.
ويشكو ما تبقى من الصحافيين في العاصمة صنعاء من حملات تحريض واسعة النطاق ضدهم بسبب قيامهم بعملهم المهني وعدم التزامهم بالتوجهات الحوثية، ووصلت حملات التحريض إلى حد وصف الصحافيين بـ"العمالة" وتوزيع بوسترات ولصقها في شوارع صنعاء، تتضمن صورهم وصور سياسيين تم توجيه تهمة العمالة والخيانة لهم.
وقال عدد من أصحاب محلات بيع الصحف الورقية في اليمن إنهم “تلقوا خطابات من ملاك العقارات تنذرهم بالطرد، مع تسديد مستحقات الإيجارات المتأخرة عليهم”.
وأشار صحافيون يمنيون إلى أن الصحف الورقية في اليمن تتجه نحو الانقراض بعد تراجع حرية الصحافة في اليمن بسبب إغلاق الكثير من وسائل الإعلام والصحف الورقية من قبل الحوثيين، ما يعتبر مجزرة بحق الإعلام في اليمن.
وأضافوا أن بقاء بعض الصحف الناطقة باسم ميليشيا الحوثي وصالح سارية الطباعة والنشر، غير أنها تواجه مقاطعة شديدة من القارئ اليمني الذي بات مدركا لما يقوم به من تضليل.
وقال أحد صحافيي "يمن تايمز"، الصحيفة نصف الأسبوعية الناطقة باللغة الإنكليزية، إنّها كانت المتضرر الأكبر من بين الصحف الورقية، بسبب وصول صوتها إلى المنظمات الحقوقية الدولية، وامتلاكها مطبعة خاصة بها ولعدد من الصحف المحلية التي توقفت جميعها، بعد أن انتهى الأمر بتهديد الحوثيين بإغلاق كافة أقسام مؤسسة "يمن تايمز" الإعلامية التي تضم إلى جانب الصحيفة والمطبعة مجلة "الأسرة" و"التنمية" وراديو "يمن تايمز" ومنتدى القرن الحادي والعشرين.
واعتبر الصحافيون أن حال الصحافة الورقية لم يصل إلى هذا الوضع، منذ ولادة العصر الذهبي لها عقب الوحدة اليمنية في العام 1990، حين كانت المسيطرة على باقي أنماط الصحافة الأخرى.
وكانت الساحة الإعلامية اليمنية قد شهدت انتعاشا كبيرا، بعد سقوط نظام المخلوع علي عبدالله صالح، حيث ارتفع عدد الصحف إلى 260 منها 38 حكومية و160 مستقلة و45 حزبية.
وقدر المسؤول بموقع "صحافة نت" يسري الأثوري نمو عدد المواقع الإخبارية الإلكترونية بأكثر من 300 بسبب تنامي الإعلانات التجارية، قبل أن يقوم الحوثيون بحجب العشرات منها.
وناهضت الصحف اليمنية انقلاب الحوثيين، الذين قاموا بإغلاق معظم الصحف الأسبوعية وجميع اليوميات، باستثناء صدور متعثر لـ"اليمن اليوم" التابعة لصالح، بينما ظهرت صحيفة "الثورة" التي تسيطر عليها الجماعة بجودة محتوى ضعيفة وخامات طباعية وورقية شديدة الرداءة، لينحصر انتشارها في صنعاء فقط من خلال ألف نسخة فقط بدلا من 19 ألفا، وصحيفة “الجمهورية” التي انحصرت داخل مدينة تعز في 500 نسخة فقط بدلا من 10 آلاف.
وتسبب سوء الإدارة وسلب الموظفين حقوقهم في تدهور صحيفة "الثورة"، بينما تسببت حربهم في تدهور صحيفة الجمهورية في تعز وإغلاق "14 أكتوبر" في عدن.
واقتحم مسلحو الحوثي مقرات العشرات من وسائل الإعلام ومنها يوميات “مأرب برس"″و"المصدر" و"أخبار اليوم"، وقاموا بنهبها واعتقال عامليها وفرار كوادرها خارج اليمن وداخلها. أما صحيفتا "الأولى" و"الشارع" فلم تجرؤا على إبداء أي أسباب وراء إغلاقهما.
وبالنسبة إلى الصحف الأسبوعية، سواء المستقلة أو الحزبية، فتعود أسباب توقف العشرات منها إلى اقتحام الحوثيين لمقراتها أو المطابع التي تطبع نسخها فيها، مثل مطابع "مؤسسة الشموع للصحافة" أو منعهما من الطباعة فيها مثل مطابع “مؤسسة الثورة للصحافة” أو تهديد سلامة موظفيها مثل مطابع "مؤسسة يمن تايمز".
ويوما بعد يوم تزداد الصورة قتامة، إذ باتت صنعاء مدينة خالية من الصحافيين وبخاصة مراسلي وسائل الإعلام الدولية، ومن دون وسائل إعلام محلية باستثناء الصحافيين الموالين للقوى المسيطرة على الحكم، وبات الصحافي اليمني واحدا من ثلاثة: إما فارا ونازحا وملاحقا أمنيا، وإما مختطفا ومغيبا في سجون الميليشيا، وإما متعطلا ومتوقفا عن العمل.
وأعرب صحافي يمني عن أسفه لما آل إليه واقع الصحف، وقال: يكفي التوقف أمام إحدى المكتبات لمعرفة مدى المحنة التي تمر بها الصحافة اليمنية، فمن بين أكثر من مئة صحيفة، يومية أو أسبوعية منتظمة، لم تعد تصدر في صنعاء مؤخرا سوى صحيفة يومية أهلية واحدة هي صحيفة "اليمن اليوم" التابعة لنجل صالح المتحالف مع الحوثيين، وعدد قليل من الصحف الأسبوعية التابعة أو الموالية لجماعة الحوثيين، إلى جانب الصحف اليومية الحكومية التي يسيطر عليها الحوثيون أبرزها "يومية الثورة".
واعتبر عضو مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين نبيل الأسيدي، أن هذه المرحلة "من أسوأ المراحل التي مر بها الوسط الصحافي في اليمن"، موضحا أنه "طوال العقود السابقة من عمر العمل الصحافي في اليمن، لم يصل عدد القتلى من الصحافيين إلى ما وصل إليه خلال العام الماضي فقط، كما أنه لم يحدث أن تعرض هذا الكم الكبير من الصحافيين إلى الاختطاف في ظرف عام واحد".
وقال إنه "لم تعد هناك صحافة في اليمن، بعد أن أغلقت الميليشيات كافة وسائل الإعلام الحزبية والأهلية المعارضة لها"، مشيرا إلى أن الانقلابيين اقتحموا ونهبوا وأغلقوا أكثر من 70 وسيلة إعلامية، معظمها مواقع إخبارية.
وكشف الأسيدي عن "تسريح أكثر من 300 صحافي وعامل في إذاعة صنعاء الحكومية بعد احتلالها مباشرة، كما أنه تم تغيير كافة القيادات الإعلامية السابقة لتحل محلها قيادات أخرى تابعة أو موالية للميليشيات في كافة وسائل الإعلام الحكومية المحتلة من قبلهم"، على حد تعبيره.
ويشكو ما تبقى من الصحافيين في العاصمة صنعاء من حملات تحريض واسعة النطاق ضدهم بسبب قيامهم بعملهم المهني وعدم التزامهم بالتوجهات الحوثية، ووصلت حملات التحريض إلى حد وصف الصحافيين بـ"العمالة" وتوزيع بوسترات ولصقها في شوارع صنعاء، تتضمن صورهم وصور سياسيين تم توجيه تهمة العمالة والخيانة لهم.