استبعد سفير اليمن، لدى المملكة المتحدة، ياسين سعيد نعمان، إقدام الاحتلال الإسرائيلي، على ضرب مليشيا الحوثي، في اليمن، مشيرًا إلى أن الهدف من الضربات هو تدمير المنشآت اليمنية، دون استهداف قيادات المليشيات.
وقال نعمان، في منشورات على "فيسبوك"، طالعها المشهد اليمني: "لن تقدم اسرائيل على ضرب الحوثي .. ستعاود الضرب حواليه ، مستهدفة المنشئات اليمنية ، بما لا يضر بحاجتها إلى الخدمة التي يقدمها لها الحوثي ، وما تبقى من مليشيات طائفية أو منفلتة ، لمواصلة سياستها التوسعية وتصفية كل ركائز القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن إسرائيل "تحتاج إلى طنين الذبابة ؛ هكذا تدار الأمور في هذه المنطقة التي تفتقر إلى القوة التي تحرك دينامياتها الداخلية للحفاظ على أمنها ومكتسباتها واستقرارها ...البحث دائماً عن مبرر لإقناع العالم بأنها منطقة تعج بالخطر على أمن إسرائيل والأمن العالمي".
وأضاف: "لم يتبق اليوم من هذه "المبررات" سوى أشلاء ما كان يسمى "محور المقاومة" ، ولا بأس إذاً من القبول بطنين الذبابة ، فهذا الطنين هو الذي سيوفر ما تبقى من شروط لتكريس هذه السياسة في البنية السياسية والاجتماعية الهجينة في المنطقة التي لم تستطع حتى اليوم أن تحسم أمر دولة المواطنة المدنية الحديثة ، وتتجاوز كل الألغام التي تعثرت ، وستتعثر بها ، فيما لو واصلت التمسك بالدولة التي تعودت أن تستباح من قبل المشاريع الطائفية ، والتفكيكية ، وانتاج المعارضة الايديولوجية المسلحة ، والتحضير للحروب الدورية".
ويخاطب السفير اليمني لدى بريطانيا، الاحتلال بالقول، إن "على الإسرائيليين، وهم يستعرضون عضلاتهم بتدمير مقدرات الشعب اليمني، أن يدركوا أنهم يقدمون هدية لا تُقدر بثمن للحوثيين الذين لا يعنيهم شيء من أمر اليمن واليمنيين وما شيدوه بعرقهم وكفاحهم جيلاً بعد جيل".
وأضاف أن الحوثيين يسعون للاستفادة من التصعيد الإسرائيلي في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، وتوظيف هذه الأحداث لصالحهم من خلال الترويج لأنفسهم كجزء من محور المقاومة، رغم أن هدفهم الحقيقي هو تعزيز سلطتهم على حساب الشعب اليمني.
وأوضح السفير أن الجماعة الحوثية تعتمد على الدعم الإيراني، سواء من خلال الصواريخ أو الطائرات المسيرة، لتبرير أفعالها تحت شعارات مثل "غزة"، في وقت تنتظر فيه أي استهداف إسرائيلي للمنشآت اليمنية لتوظيفه لصالح السردية الحوثية أمام المجتمع الدولي.
وأكد أن هناك نوعاً من "التخادم" بين إسرائيل والحوثيين، حيث تقوم إسرائيل باستخدام هذه الأحداث لتبرير عدوانها المستمر على غزة، بينما يستغل الحوثيون الوضع لتحسين صورتهم وزيادة شرعيتهم في نظر المجتمع الدولي.
ودعا السفير نعمان إلى ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي ضد اليمن، مشدداً على أن هذه التصرفات لا تؤدي إلا إلى زيادة معاناة الشعب اليمني وتدعيم أطراف لا تمثل مصالحه. وطالب بتفهم الأبعاد الحقيقية للصراع في المنطقة من أجل تحقيق سلام حقيقي يعكس مصالح الجميع.
وأمس الثلاثاء، أعلن وزير دفاع الكيان الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن استعداد جيشه لشن ضربات قاسية قال إنها ستستهدف الحوثيين في اليمن، مؤكداً أن إسرائيل ستوجه ضربات مماثلة لتلك التي نفذتها في غزة ولبنان وطهران.
وقال كاتس في تصريحاته: "سنلحق الضرر بالبنى التحتية الاستراتيجية التابعة للحوثيين"، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي هو تدمير قدرات الحوثيين العسكرية واللوجستية. وأضاف: "سنستهدف البنى التحتية للحوثيين ونقطع رؤوس قادتهم كما فعلنا مع هنية والسنوار ونصر الله". حسب تعبيره.
وتوعد وزير دفاع الكيان بأن تل أبيب ستواصل التصدي لأي تهديدات قادمة من اليمن.
وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قال مساء اليوم إنه أمر الجيش بتدمير "البنية التحتية" للحوثيين.