الرئيسية / تقارير وحوارات / هل يقف «حزب الله» وراء تسهيل دخول اليمنيين إلى لبنان؟
هل يقف «حزب الله» وراء تسهيل دخول اليمنيين إلى لبنان؟

هل يقف «حزب الله» وراء تسهيل دخول اليمنيين إلى لبنان؟

23 فبراير 2016 07:42 مساء (يمن برس)
أثار قرار لبنان السماح لليمنيين دخول أراضيها من دون الحاجة لتأشيرة مشاعر متباينة لدى اليمنيين، فالقرار الذي صدر مؤخراً يحمل لفتة إنسانية، في ظل التشديد والصعوبات التي يواجهها اليمنيون للسفر إلى أي بلد في العالم، فيما يقف الدور الذي مارسه حزب الله، بتدريب مليشيا الحوثي، مثيراً للريبة في أن يكون هو الهدف الخفي من القرار.

القرار عممته السفارة اليمنية في بيروت من خلال القائم بأعمال السفارة الدكتور علي الديلمي، الذي أكد صحة القرار، لكن السلطات اللبنانية اشترطت توفر حجز فندقي ومبلغ ألفي دولار أمريكي بحوزة المسافر.

وخلال الفترة الماضية لم يكن دخول لبنان بالأمر الصعب لليمنيين، إذ كانت تمنح لهم التأشيرة في المطار، لكن ظروف الحرب التي تشهدها بلادهم جعلت أغلب الدول تشدد من إجراءاتها تجاه المسافرين اليمنيين.

- توقيت حساس
عن القرار اللبناني يلفت الصحفي اليمني أكرم صالح، إلى أنه في ظل الوضع الذي يعيشه اليمن حالياً كان الخيار الوحيد للمواطن هو الرحيل والبحث عن البلد المناسب، مستدركاً بالقول: "لكن عدد الدول التي تسمح لليمنيين بالسفر لها منذ بدء الأزمة محدود جداً، فيما كانت لبنان من ضمن الدول التي لا تسمح لليمنيين بالدخول إليها بدون فيزا".

صالح الذي لم يستبعد وجود "حزب الله" خلف القرار، قال في حديثه لـ"الخليج أونلاين": إن "الجميع يعلم أن كل قرار يتم إصداره من الحكومة اللبنانية لا بد أن يتوازى مع مصالح حزب الله".

وأوضح قائلاً: "هناك دلالة واضحة أن حزب الله يدرك أنها مسألة وقت فقط، وستدخل المقاومة والجيش الوطني إلى صنعاء، وستكون الضاحية الجنوبية في لبنان هي الملاذ الأخير للقيادات الحوثية وسيتركون أنصارهم للموت".

- بوابة للهروب
الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي ذهب في قراءته للقرار اللبناني، في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى أن هذا القرار قد يكون مرتبطاً بتأمين مخرج سهل لحلفاء "حزب الله" في اليمن، بعد التقدم الكبير للجيش الوطني والمقاومة الشعبية باتجاه صنعاء.

وما يعزز وجهة نظر التميمي هو أن القيادات الحوثية وناشطيها لا يعبرون في مسار الرحلات التي تخضع لتفتيش التحالف في مطار بيشة السعودي، بل يسلكون عبر عُمان مستثمرين الدور المحايد الذي تقوم به السلطنة في الأزمة اليمنية.

ناشطون آخرون أكدوا ما ذهب إليه التميمي، إذ اعتبروا أن لبنان ليست وجهة مناسبة لليمنيين لا من ناحية العمل أو العلاج، باستثناء الطلاب؛ نظراً لتكلفة المعيشة المرتفعة هناك، وهو أمر لا يتناسب مع قدرة اليمنيين، فضلاً عن سيطرة مليشيا "حزب الله" على مفاصل الدولة اللبنانية.

- علاقة وطيدة
مراقبون يرون أن الحوثيين وحزب الله تجمعهما علاقة وطيدة وقديمة، وهما وجهان متشابهان وإن اختلفت جغرافيا وجودهما على الخريطة، كذلك ووفقاً لمراقبين فإن الجهتين تنفذان أجندة إيران في المنطقة.

المتابع للشأن اليمني سيلحظ أن الضاحية الجنوبية في لبنان تمثل المحطة الثانية للحوثيين، فهناك تدربت عناصر أمنية، وشارك فتية وشباب حوثيون في معسكرات "حزب الله"، وإلى هناك يتجه السياسيون والناشطون الحوثيون والموالون لهم.

وفي لبنان كذلك، تتمركز الماكينة الإعلامية للمليشيا الحوثية كمقر دائم، بل والشيعية بشكل عام، فالقنوات التلفزيونية والوسائل الإعلامية الشيعية الموجهة تبث من بيروت، وتتلقى تدريبات في مركز الاتحاد للتدريب الإعلامي، التابع لما يسمى باتحاد الاذاعات والتلفزيونات الإسلامية الذي يرأسه القيادي في مليشيا حزب الله ناصر أخضر.

- الملف الإعلامي
ولناصر أخضر دور واضح في الملف اليمني فهو يشرف على قناة الساحات الموالية للحوثيين والممولة من إيران، وكما أظهرته صور الناشطين كان بمثابة أحد مستشاري الوفد الحوثي إلى مفاوضات جنيف في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وكل هذه الدلائل توضح علاقة حزب الله بالحوثيين.

حول الإسناد الذي يقدمه حزب الله للحوثيين، لا سيما في مجال الإعلام، أشار الصحفي أكرم صالح إلى أن الحوثيين ينفذون في اليمن تجربة إعلامية لافتة ومستنسخة في أدق تفاصيلها من تجربة إعلام "حزب الله"، الذي تقول مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، وفقاً لصالح، إن "حزب الله" يلعب دوراً أكثر من استشاري في عملية التنظيم الإعلامي ورسم معالم الخطاب الإعلامي للحوثيين، حتى بات ظهور زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي يكاد لا يختلف في المضمون والتفاصيل عن خطاب أمين عام الحزب اللبناني السيد حسن نصر الله.
 
شارك الخبر