يضم إقليم تهامة أربع محافظات تملك أبرز مقومات الاقتصاد اليمني، ويعتبر عمقاً عسكرياً استراتيجياً جعل منه مطمعاً لمليشيا الحوثيين الانقلابية التي سعت إلى بسط نفوذها على امتداد سهوله وجزره ومنافذه البرية والبحرية.
وجعلت تلك المليشيا منه أيضاً، مصدراً لتمويل حربها للشعب اليمني، واستفزاز المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وبتلك الأهمية نفسها يتوقع المتابعون أن يغير تحريره من معادلة الحرب في اليمن.
وبينما تتميز تضاريس الحديدة عاصمة الإقليم بجغرافيا ساحلية، تحوي محافظات حجة والمحويت وريمة مناطق جبلية وعرة، وأصبحت تلك الجبال خصوصاً في حجة هدفاً للمقاومة والجيش الوطني وغارات التحالف العربي، بعدما أعُلن مؤخراً عن السيطرة الكاملة على ميدي في حجة.
بعد سيطرة قوات الجيش الوطني المسنودة بقوات التحالف العربي على عدد من الجزر المنتشرة في البحر الأحمر، أصبحت الطريق البحرية الدولية آمنة بيد الشرعية؛ وبهذا خسرت المليشيا ورقة عسكرية لتلقي الدعم الإيراني.
في حين اعتبر عسكريون تحرير ميناء ميدي الاستراتيجي التابع لمحافظة حجة ضربة موجعة، حيث بدأت قوات الشرعية تخنق المليشيا في الإقليم بالتزامن مع استمرار العمليات في تعز والمناطق الشرقية من صنعاء، واتخذت قوات الجيش الوطني ميناء ميدي بعد تحريره مركزاً لاستقبال التعزيزات العسكرية؛ ممّا يساعد في نقل العتاد العسكري إلى مناطق المواجهات بصورة أسرع.
كما سيؤثر تحرير باقي مناطق حجة في الاقتراب من صعدة معقل المليشيا، كما سيسهم تحرير عاصمة الإقليم في قطع خط إمداد المليشيا باتجاه محافظة تعز.
- خنق المليشيا
الرائد وليد القديمي، رئيس المجلس المحلي بمديرية الحوك في محافظة الحديدة، اعتبر تحرير إقليم تهامة بوابة لتحرير اليمن بشكل كامل، حيث يرى أن المليشيا ستفقد أهم مصادر تمويلها المتمثل في ميناء الحديدة وإيرادات الجمارك والضرائب والإتاوات التي فرضتها على البيوت التجارية ورجال الأعمال في الإقليم، كما ستفقد أرضاً شاسعة تمثل خلفية آمنة ينطلقون منها إلى بقية المحافظات.
وأشار القديمي، في حديث خاص لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن حسم معركة الحديدة خاصة وتهامة بشكل عام يرتبط بمحورين أساسيين يتمثلان في العمق الاستراتيجي والتمويل الاقتصادي الكبير للمليشيات؛ لكون الحديدة تمثل رافداً اقتصادياً مهماً سواء من حيث مواردها التقليدية أو المستحدثة من خلال الجبايات الإجبارية التي ابتكرتها المليشيات عبر فرض سياسة الأمر الواقع، وابتزاز رجال الأعمال والمؤسسات والأسر التجارية المختلفة، فضلاً عن العديد من الفرص الاستثمارية التي منحت للمحسوبين علی الحوثيين بصورة استثنائية لغرض مكافأتهم أو تعويضهم عن خسائر قديمة.
ويحاول التحالف العربي قطع مصادر التمويل للمليشيا من خلال سيطرته على المنافذ، لكن المليشيا لجأت إلى الاستفادة من تسهيلات التحالف في دخول المشتقات والمواد الغذائية للمواطنين، لتستخدمها المليشيا في سوقها السوداء وتواصل من خلالها جمع الأموال الطائلة.
- الانتقال للمراحل الأخيرة
وفي الجانب الآخر، يرى القديمي أن الأهمية الاستراتيجية والجغرافيا العسكرية للحديدة كما تجعل من بقائها بيد المليشيات أداة قوة لهم كذلك تمثل استعادتها انتصاراً كبيراً للشرعية، حيث أن السيطرة على الإقليم سيكون لها دور كبير في خنق المليشيا، وحصر حركتهم ووجودهم في بيئة جغرافية صعبة بل وطاردة للسكان؛ ممّا سيقلل من معدلات التأثير والمناورة وسينقل المعركة إلی مراحل أكثر حسماً.
وختم القديمي حديثه بإشارة إلى سهولة تحرير الإقليم، فبالإضافة إلى كونه مناطق ساحلية مفتوحة تعجز المليشيا عن التمترس فيه، يرى أن غياب الحاضنة الشعبية لهم سيعجل بسقوطهم، وسيكون أبناء تهامة على استعداد للمشاركة والتضحية بكل شيء في سبيل دعم النصر.
وبعد تقدم قوات الشرعية في ميدي وإعلانها مركز انطلاق العمليات، زار محمد علي الحوثي، المسمى "رئيس اللجنة الثورية العليا" التابعة للمليشيا، الحديدة سعياً إلى رفع معنويات مقاتليهم الذين خسروا ميدي، ولحث الموالين لهم في المحافظة على الاستماتة وما يسمونه "الصمود"، حيث التقى في زيارته رموزاً دينية وأعضاء من مجلسي النواب والشورى وقيادات عسكرية، وظهر مرتبكاً لمعرفته غياب الحاضنة الشعبية لهم في المحافظة، وسهولة السيطرة عليها في حال أطلقت قوات الشرعية عملية تحرير الإقليم.
سياسيون رأوا أن تحرير إقليم تهامة في حال تم، سيكون إعلاناً بحسم المعركة ضد المليشيا الانقلابية، وربما بإعلان تحرير الإقليم يتم الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية في اليمن، حيث إنه بالإضافة إلى صنعاء أكثر المناطق التي ما تزال تحت سطوة الانقلابيين، لكن المساحة الجغرافية في صنعاء وحدها، وإن كانت عاصمة، تجعل من بقاء المليشيا على رأس مؤسسات الدولة أمراً مستحيلاً.
- حسم سياسي
وبوجهة نظر مماثلة، دعا الخبير العسكري عبد الله المقرمي قوات الشرعية إلى حسم المعركة في إقليم تهامة قبل تعز وصنعاء وما تبقى من جبهات، حيث يرى أن ذلك سيرغم المليشيا على الاستسلام وستقود عملية تحرير تهامة إلى حسم سياسي يكمل الحسم العسكري الذي حققته المقاومة الشعبية في الجبهات الأخرى.
ويضيف المقرمي، في حديث خاص لـ"الخليج أونلاين"، أن السيطرة على الشريط الساحلي والمنافذ البحرية والحدودية تعني حسم المعركة في اليمن، حيث لن تصمد بعدها المليشيا حتى وإن تراجعت إلى الكهوف والجبال في صنعاء وصعدة؛ لأنها ستفقد أرضية المعارك ولن يكون أمامها سوى التشبث بأي حل سياسي تحفظ به ماء وجهها، أو تختار الخيار الآخر وهو الانتحار.
وبحسب المقرمي فإن إقليم تهامة لا يمثل أهمية عسكرية كبرى تقود القوات الشرعية للتقدم باتجاه جبال صعدة وصنعاء، حيث اتخذ الجيش الوطني طريقاً آخر غير تهامة للوصول إلى صنعاء وهو بوابتها الشرقية بعد تحرير مأرب، في حين أن الجغرافيا الممتدة بين صنعاء والحديدة تجعل من المستحيل التقدم نحو العاصمة، حتى بعد السيطرة على كامل إقليم تهامة، وهذا لا يقلل من حجم الإقليم على الخارطة العسكرية بل إن تحرير الإقليم سينهي العمليات في بقية الجبهات، وسيقود المليشيا إلى التسليم فيما تبقى من مناطق تحت سيطرتها.
وجعلت تلك المليشيا منه أيضاً، مصدراً لتمويل حربها للشعب اليمني، واستفزاز المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وبتلك الأهمية نفسها يتوقع المتابعون أن يغير تحريره من معادلة الحرب في اليمن.
وبينما تتميز تضاريس الحديدة عاصمة الإقليم بجغرافيا ساحلية، تحوي محافظات حجة والمحويت وريمة مناطق جبلية وعرة، وأصبحت تلك الجبال خصوصاً في حجة هدفاً للمقاومة والجيش الوطني وغارات التحالف العربي، بعدما أعُلن مؤخراً عن السيطرة الكاملة على ميدي في حجة.
بعد سيطرة قوات الجيش الوطني المسنودة بقوات التحالف العربي على عدد من الجزر المنتشرة في البحر الأحمر، أصبحت الطريق البحرية الدولية آمنة بيد الشرعية؛ وبهذا خسرت المليشيا ورقة عسكرية لتلقي الدعم الإيراني.
في حين اعتبر عسكريون تحرير ميناء ميدي الاستراتيجي التابع لمحافظة حجة ضربة موجعة، حيث بدأت قوات الشرعية تخنق المليشيا في الإقليم بالتزامن مع استمرار العمليات في تعز والمناطق الشرقية من صنعاء، واتخذت قوات الجيش الوطني ميناء ميدي بعد تحريره مركزاً لاستقبال التعزيزات العسكرية؛ ممّا يساعد في نقل العتاد العسكري إلى مناطق المواجهات بصورة أسرع.
كما سيؤثر تحرير باقي مناطق حجة في الاقتراب من صعدة معقل المليشيا، كما سيسهم تحرير عاصمة الإقليم في قطع خط إمداد المليشيا باتجاه محافظة تعز.
- خنق المليشيا
الرائد وليد القديمي، رئيس المجلس المحلي بمديرية الحوك في محافظة الحديدة، اعتبر تحرير إقليم تهامة بوابة لتحرير اليمن بشكل كامل، حيث يرى أن المليشيا ستفقد أهم مصادر تمويلها المتمثل في ميناء الحديدة وإيرادات الجمارك والضرائب والإتاوات التي فرضتها على البيوت التجارية ورجال الأعمال في الإقليم، كما ستفقد أرضاً شاسعة تمثل خلفية آمنة ينطلقون منها إلى بقية المحافظات.
وأشار القديمي، في حديث خاص لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن حسم معركة الحديدة خاصة وتهامة بشكل عام يرتبط بمحورين أساسيين يتمثلان في العمق الاستراتيجي والتمويل الاقتصادي الكبير للمليشيات؛ لكون الحديدة تمثل رافداً اقتصادياً مهماً سواء من حيث مواردها التقليدية أو المستحدثة من خلال الجبايات الإجبارية التي ابتكرتها المليشيات عبر فرض سياسة الأمر الواقع، وابتزاز رجال الأعمال والمؤسسات والأسر التجارية المختلفة، فضلاً عن العديد من الفرص الاستثمارية التي منحت للمحسوبين علی الحوثيين بصورة استثنائية لغرض مكافأتهم أو تعويضهم عن خسائر قديمة.
ويحاول التحالف العربي قطع مصادر التمويل للمليشيا من خلال سيطرته على المنافذ، لكن المليشيا لجأت إلى الاستفادة من تسهيلات التحالف في دخول المشتقات والمواد الغذائية للمواطنين، لتستخدمها المليشيا في سوقها السوداء وتواصل من خلالها جمع الأموال الطائلة.
- الانتقال للمراحل الأخيرة
وفي الجانب الآخر، يرى القديمي أن الأهمية الاستراتيجية والجغرافيا العسكرية للحديدة كما تجعل من بقائها بيد المليشيات أداة قوة لهم كذلك تمثل استعادتها انتصاراً كبيراً للشرعية، حيث أن السيطرة على الإقليم سيكون لها دور كبير في خنق المليشيا، وحصر حركتهم ووجودهم في بيئة جغرافية صعبة بل وطاردة للسكان؛ ممّا سيقلل من معدلات التأثير والمناورة وسينقل المعركة إلی مراحل أكثر حسماً.
وختم القديمي حديثه بإشارة إلى سهولة تحرير الإقليم، فبالإضافة إلى كونه مناطق ساحلية مفتوحة تعجز المليشيا عن التمترس فيه، يرى أن غياب الحاضنة الشعبية لهم سيعجل بسقوطهم، وسيكون أبناء تهامة على استعداد للمشاركة والتضحية بكل شيء في سبيل دعم النصر.
وبعد تقدم قوات الشرعية في ميدي وإعلانها مركز انطلاق العمليات، زار محمد علي الحوثي، المسمى "رئيس اللجنة الثورية العليا" التابعة للمليشيا، الحديدة سعياً إلى رفع معنويات مقاتليهم الذين خسروا ميدي، ولحث الموالين لهم في المحافظة على الاستماتة وما يسمونه "الصمود"، حيث التقى في زيارته رموزاً دينية وأعضاء من مجلسي النواب والشورى وقيادات عسكرية، وظهر مرتبكاً لمعرفته غياب الحاضنة الشعبية لهم في المحافظة، وسهولة السيطرة عليها في حال أطلقت قوات الشرعية عملية تحرير الإقليم.
سياسيون رأوا أن تحرير إقليم تهامة في حال تم، سيكون إعلاناً بحسم المعركة ضد المليشيا الانقلابية، وربما بإعلان تحرير الإقليم يتم الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية في اليمن، حيث إنه بالإضافة إلى صنعاء أكثر المناطق التي ما تزال تحت سطوة الانقلابيين، لكن المساحة الجغرافية في صنعاء وحدها، وإن كانت عاصمة، تجعل من بقاء المليشيا على رأس مؤسسات الدولة أمراً مستحيلاً.
- حسم سياسي
وبوجهة نظر مماثلة، دعا الخبير العسكري عبد الله المقرمي قوات الشرعية إلى حسم المعركة في إقليم تهامة قبل تعز وصنعاء وما تبقى من جبهات، حيث يرى أن ذلك سيرغم المليشيا على الاستسلام وستقود عملية تحرير تهامة إلى حسم سياسي يكمل الحسم العسكري الذي حققته المقاومة الشعبية في الجبهات الأخرى.
ويضيف المقرمي، في حديث خاص لـ"الخليج أونلاين"، أن السيطرة على الشريط الساحلي والمنافذ البحرية والحدودية تعني حسم المعركة في اليمن، حيث لن تصمد بعدها المليشيا حتى وإن تراجعت إلى الكهوف والجبال في صنعاء وصعدة؛ لأنها ستفقد أرضية المعارك ولن يكون أمامها سوى التشبث بأي حل سياسي تحفظ به ماء وجهها، أو تختار الخيار الآخر وهو الانتحار.
وبحسب المقرمي فإن إقليم تهامة لا يمثل أهمية عسكرية كبرى تقود القوات الشرعية للتقدم باتجاه جبال صعدة وصنعاء، حيث اتخذ الجيش الوطني طريقاً آخر غير تهامة للوصول إلى صنعاء وهو بوابتها الشرقية بعد تحرير مأرب، في حين أن الجغرافيا الممتدة بين صنعاء والحديدة تجعل من المستحيل التقدم نحو العاصمة، حتى بعد السيطرة على كامل إقليم تهامة، وهذا لا يقلل من حجم الإقليم على الخارطة العسكرية بل إن تحرير الإقليم سينهي العمليات في بقية الجبهات، وسيقود المليشيا إلى التسليم فيما تبقى من مناطق تحت سيطرتها.